قال سلطان بن ناصر السويدي محافظ المصرف المركزي الاماراتي والدكتور جاسم المناعي المدير العام ورئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي أن الاتحاد النقدي لمجلس التعاون الخليجي وشيك الحدوث وايسر من قيام الاتحاد النقدي الاوروبي. وقال السويدي خلال ندوة حول كيفية الاستفادة من السياسة النقدية الاوروبية، نظمها مركز زايد للتنسيق والمتابعة إننا نشعر أن الاتحاد النقدي لمجلس التعاون الخليجي سيكون يسيرا ذلك إننا نملك الاليات ذاتها كما هو الحال في دول الاتحاد الاوروبي. وأكد أن دول مجلس التعاون لن تلجأ إلى عمليات إلغاء الاليات القائمة وخلق آليات جديدة. وأوضح انه ينبغي علينا أن نفكر في الكثير من الوسائل وفي تطوير العديد منها والتي قد نحتاجها خلال الوقت المتاح لنا، على ضوء توافر الارادة السياسية والقوة المحركة لها من اجل تحقيق الوحدة النقدية لدول مجلس التعاون الخليجي بحلول عام 2010. ومن جانبه قال الدكتور المناعي: إن خبرة المجتمع الاوروبي في مجال الاتحاد النقدي تعتبر مثالا يحتذى به في العديد من المناطق خاصة بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي التي تسعى جادة نحو اتحاد نقدي. وأكد في هذا الصدد أن "للعملة الاوروبية دورا كبيرا في إنعاش التجارة الخليجية والعربية مع أوروبا التي تعتبر شريكنا التجاري الهام. وأضاف: إن معايير التقارب أو الالتقاء داخل المنطقة النقدية الواحدة قضية تهم دول مجلس التعاون الخليجي في السنوات القادمة حيث قررنا أن تكون لدينا سياسة نقدية وعملة موحدة ونعمل حاليا لوضع المعايير الخاصة بالتقارب والالتقاء. وأوضح بالنظر إلى أوروبا من هذه الزاوية نجد أنفسنا نواجه تحديا كبيرا، رغم اتفاقنا على المعايير، فأوروبا نفسها تواجه مشاكل كثيرة تتعلق بهذه المعايير، ذلك أن العجز المالي يمثل على سبيل المثال مشكلة كبيرة في دول كألمانيا وفرنسا. وأشار في هذا الصدد لتحذير بروكسيل مؤخرا لالمانيا من مغبة زيادة العجز المالي، ورأى ضرورة الاهتمام بهذه المسألة من طرف الدول التي تسعى لوضع مثل هذه المعايير للحصول على المشورة اللازمة لتحقيق ذلك. ورأى المناعي أن العملة الاوروبية الموحدة (اليورو) تتخذ اليوم موقعها الجيد كعملة أوروبية رئيسية، مشيرا إلى الاهمية المتزايدة لليورو. وأوضح أنه في بداية إصدار هذه العملة الموحدة ارتاب الناس في مصداقيتها، خاصة بعد أن فقدت نسبة 25 في المائة من قيمتها الحقيقية، ولم يكن الناس على ثقة من أنها ستعوض هذه الخسارة، أما الان فقد أصبحوا منبهرين من الانتعاش الكبير لليورو.