أثبتت شركاتنا الوطنية قدراً كبيراً من النجاح في السوق المحلية، كما أثبتت قدرات تنافسية هائلة وضخمة في السوق الخارجية، من خلال العديد من منتجاتنا ذات الجودة العالية التي استطاعت ان تفرض وجودها وتؤكد تفوقها سواء من حيث الأسعار أو الجودة. ولا شك ان المنتجات الوطنية حققت قدراً كبيراً من الانتشار وحظيت بقدر كبير من الثقة، وبشكل خاص المنتجات التي يتم تصديرها إلى الخارج، الأمر الذي أكد هشاشة التصورات السائدة عن تفوق المنتجات الأجنبية وأنفرادها بثقة المستهلك . ويطرح هذا التفوق الذي أثبتته صادراتنا من المنتجات الوطنية، في مجال السلع الغذائية بشكل عام والصناعات الغذائية بشكل خاص، تساءلات عديدة مهمة أبرزها يتعلق بضرورة زيادة اهتمامنا بصادراتنا إلى الأسواق الخارجية حيث تشكل هذه الصادرات ركيزة اساسية في تفعيل شعارنا الاستراتيجي الخاص بتنويع مصادر الدخل الوطني وتوسيع القاعدة الاقتصادية من ناحية، ورفع معدلات النمو وتوسيع وتيرة التنمية من ناحية أخرى. لقد بات اهتمامنا بالصناعات الغذائية ضرورة اقتصادية، كما بات التصنيع الغذائي امراً شديد الإلحاح في ظل اتجاهنا إلى الانضمام لاتفاقية منظمة التجارة العالمية، لا سيما أن منتجاتنا من هذه الصناعات حققت أرقاماً قياسية دولية على مستوى الأسعار والجودة والإنتاج، كما تحمل الكثير من معايير النجاح، طبيعية وبيئية وصحية، أما الكوادر البشرية الوطنية التي يمكن أن تسهم في تطوير هذا النجاح، فإنها متوافرة والحمد لله وإن كانت بحاجة إلى مزيد من الفرص لتؤكد جاهزيتها في عدد من مجالات هذا القطاع، خاصة في مجالات تصنيع التمور والعصائر والمشروبات والألبان والكثير من السلع الغذائية التي أصبحت تسد حاجات الاستهلاك المحلي ما يعني قدرتها على الإسهام في توفير الأمن الغذائي وهو ما يمثل ضرورة استراتيجية لكل بلد، كما تعني قدرتها على تشكيل رافد اقتصادي مهم يضيف لعملية التنمية، وبسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني .
@@ رشيد بن راشد الرشيد ـ الظهران