كم نتوق للارتفاع والتصاعد الى السماء.. يشدنا كل ما يرتفع عن الارض يربط ابصارنا يجعلنا لا نرى الاهو. نقف بجواره ونرفع ابصارنا اليه, عندما يكون شاهقا, ونقول.. الله.. نظرة اعجاب مدوية لانطلقها بسهولة لفظا.. ومع ذلك فهناك ارتفاع يبعث فينا الاحساس بالسمو وبالروحانية.. لقد جبل الانسان على التعامل مع الارتفاع كعلامة ومرشد لتشكيل خارطته الذهنية ولتعريف المكان وتحديد ملامحه, وعندما يكون ذلك الشيء المرتفع ذا دلالة روحية يتحول الى اكثر من مجرد علامة, يصبح رابطا للارض بالسماء عندما افكر في منارة المسجد, اسأل نفسي هل هي مجرد شيء لايصال الآذان ام انها علامة شاهقة تبعث السمو وتربطنا بالسماء وتذكرنا بالخالق الذي تجب عبادته.. المنارة في المدينة العربية تصنع خط السماء وتصنع المحاور البصرية في الطرقات الرئيسية, كان ذلك في الماضي قبل ناطحات السحاب, على ان الامر الجميل انه مازالت هناك مدن تشكل المنارة, الارتفاع السامي فيها.. الصورة لمئذنة جامع السلطان قابوس بمدينة مسقط فهي تكوين شاهق يبعث على السمو ويشكل خط السماء في المدينة الساكنة.
