عاجل
DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

محمد عبد الرحمن الزامل

محمد عبد الرحمن الزامل

محمد عبد الرحمن الزامل
أخبار متعلقة
 
صوت ارتطام كئيب, يخنق وتيرة المشهد الذي كان يبدو طبيعيا في سوق مواد البناء في الدمام, هكذا كانت النهاية المأساوية لحياة طفل هوى به ابوه وامه, من شرفة الدور الثالث. لقد بدت نظرات الحاضرين في عيني تلك اللحظة وكأن ينابيع الرحمة والدهشة قد مزجت في اعينهم, وهم يشهدون زهرة تذبل في بكورها, بيد أقرب الناس اليها. لايزال هذا المشهد, عالقا في ذهني, ولا اظنة يزول, لم اكن رأيت الوالدين وهما يقذفان بالطفل, ومع ذلك فاني اتهمهما بيقين, واذ لم استطع ان أواجههما بالاتهام حين الحدث, فلأن اصوات نحيب الام, وذهول الاب يقطعان القلوب, ويهزان بؤرة مشاعرنا. واني الآن بعد مضي اشهر على تلك الحادثة, اجد لزاما علي ان ادافع عن حق الطفل, الذي اغتالته يد الاهمال, لما تركت طفلا صغيرا, لا يتجاوز عمره الثالثة, يجلس على حاجز شرفة الدور الثالث, في منظر يتكرر بشكل دائم حسب الحديث الذي تناقله اهل السوق. على كل من حضر معنا تلك الواقعة, وتمنى كما تمنيت ان لم يكن حضرها. ان يؤدي الواجب الذي كلفتنا به تلك الروح الطاهرة, لذلك الطفل الطاهر, بان نقف في وجه آباء وامهات, وآخرين اصحاب مسؤوليات مختلفة, اغتالوا تلك الروح, ويجرمون كل يوم في حق ارواح طفولية اخرى, يغتالون بهجتها وهي لاهية تغرد, وتحسن الظن في كل شيء, ولاتعرف للخطورة معنى. لم يعد يسعنا بعد هذه الحادثة, وبعد تعدد حالات ايذاء الاطفال في مجتمعاتنا ان نتحجر صامتين, ان رحماء العالم يتنادون لانقاذ الاطفال من اصناف من الاذى تحيق بهم, فترى جهودهم تتضافر لحماية الاطفال من استغلال قدراتهم الصغيرة على يد تجار ليس لهم قانون الا الدينار والدرهم, وجهود اخرى تبذل لحمايتهم من حرمان التعليم الذي يلحق بهم, ولحمايتهم من استباحة اجسادهم الغضة في نخاسات الرذيلة.. الى اصناف اخرى من الاذى تدمي القلب والقلم.. ونحن نوهم انفسنا بألا شيء من هذه الفظاعات يقع في مجتمعاتنا, وندس اعيننا في التراب. استميحكم عذرا.. نفر منا يمارسها, وآخرون كثر يوفرون اسبابها.. والبقية صامتة, عفوا كلنا مجرمون! ان العنصر الذي يجمع بين هذه الانتهاكات كلها, هو تعريض الاطفال للخطر, فالوالدان عندما عرضا الطفل لخطر السقوط الذي اودى بحياته, نتيجة اهمالهما, قد مارسا انتهاكا من جنس هذه الانتهاكات. ان اهمال الاطفال الذي يسلك سبيله كثيرون منا هو تعريض لهم لمخاطر لايدركون حجمها وضررها وبالتالي فهو انتهاك لحقهم, وتركنا الاطفال دون اشراف او متابعة, يعني اننا نسلبهم الامن, ونمنحهم فرصة المقامرة بحياتهم وتعريضها للاذى,