سقطت كولومبيا وهوت من السماء شعلة من الموت.. تفتت المركبة إشعاعا جنائزيا جمدت عقول المراقبين والعلماء في وكالة الفضاء الامريكية.. وكتمت انفاسهم.
@ لن اقف مع الشامتين ابدا الموت هو الموت.. والحزن هو الحزن, ويجب ان نقف امام رهبة الموت والحزن الذي يتبعه قبل كل شيء.. ولكن.. سقطت كولومبيا من اعالي طبقات الجو.. على ان لسقوطها توابع كثيرة ستنبئنا عنها الايام.. منها ان اسطورة (ناسا) في اختراق الفضاء وربما كامل برنامجها الفضائي ستكون امام اسئلة استفهام تشكك في هذا التفوق..
ونحن نقول انه قبل سقوط كولومبيا سقطت قبلها رؤية امريكية بالكامل في طريقة تعاملها الخارجي مع العالم.
تحولت امريكا التي تعلن نفسها رمزا للحرية والعدالة والدستور الاكمل الى ترسانة تغص بالاسلحة استعدادا لرحلة عسكرية عبر كل العالم.
لقد خرجت مجلة (التايم) وعلى غلافها الرئيس بوش معتمرا قبعة (العم سام) مشيرا بالاصبع الشهير (صار) انا اريدك, ولقد دونت تلقائيا مضيفا الى تلك العبارة (بل هو يريد كل العالم).. ولقد اصبح العالم لوحة اهداف لأسهم الرشق الامريكية ممثلة في ثالوث الحرب (بوش, رمسفيلد, كوندا ليسا) ووراءهم الصامت الشهير ديك تشيني.. اقول اننا نقف بتأمل عميق امام هيبة الموت والحزن الذي يتبعه, ونطلب من امريكا وثالوثها الشهير ان يتأملوا مشاهد الموت والغناء ومواكب الاحزان لو اشعلوا سعير الحرب.