بادىء ذي بدء اود ان ابين انني كنت في صغري من اشد المولعين بالرياضة بل ومن اكثر من يتمثلها نهجا صحيحا وفكرا سليما فقد كنت امارس لعبة كرة القدم ممارسة قد تأخذ الوقت كله هذا اذا اغفلنا الفترة الزمنية الضائعة في نوم وبعض اهتمام بدراسة.. وهذه الممارسة هي ما اعنيه بتمثل حب الرياضة على الوجه الصحيح، ذلك انني اعجب في هذه الاوقات من رؤية بعض من ينتسبون الى محبي ومشجعي الرياضة بشتى ضروبها ولعل اشهرها كرة القدم. تجد اولئك كسالى لا هم لهم الا القعود لساعات طويلة تشجيعا لفريق ضد اخر او منتخبهم ضد اخر. لا نملك القول ان التشجيع لفريق او منتخب يعد امرا خاطئا اذا لم يبلغ الامر مداه فيدخل في دائرة المحظور الشرعي عندما يتعلق بانفلات اعصاب واطلاق العنان للسان في سب او شتيمة ناهيك ان يصل الامر كما عند بعض المهووسين الى التعريض بالدين، وهي بشاعة لا تنكر وجريرة لا تغتفر، لكن المرفوض حقا ان يصبح الفكرالرياضي لدى تلك الطائفة المشجعة وهم الاغلبية من ابناء الوطن مقصورا كما اسلفت على التشجيع دون الممارسة الشخصية. نعم ان المطلوب من اولئك ان يكون لكل منهم برنامجه الخاص بممارسة الهواية الرياضية التي يميل اليها او بالقيام بمزاولة الرياضة التي ينبغي ان يشترك الجميع في ايلائها الاهمية اللائقة الا وهي رياضة المشي، اذ انها لا تكلف شيئا من وجود مساحة خاصة او عضوية بناد وخلافه. ان الاجيال الجديدة التي نراها الان تصيب المرء بالكآبة. كيف لا واحدهم لما يزل في ريعان الصبا لا يستطيع لجسمه حملا واذا ما اتعسك الحظ بالمشي وراءه، فستجد كتلا من اللحم تتحرك او بالاحرى تترجرج كما لو كانت شيئا مستقلا، كتل من الدهون تراكمت على مر اعوام قليلة تنبىء بخطر عظيم ينبغي تداركه قبل فوات الاوان والتجاهل غير مستساغ ابدا، فهؤلاء امانة في اعناق البلد بأسره وهم رجاله في المستقبل وعمده، لذا ينبغي ان تكون هناك حملة توعوية ضخمة تشارك بها كل القطاعات التعليمية والرياضية والاعلامية من اجل غرس قيمة واهمية مزاولة الرياضة واهونها واقلها كلفة المشي، مع تزامن تلك التوعية مع توضيح حسنات ذلك التوجه من الناحية الصحية على الفرد، والتركيز على المضار المتوقعة حين التخلي عن ذلك النهج الرياضي الامثل والفكر الاسلم فما قولكم ايها الرياضيون.
@ @ د.ابراهيم عبدالرحمن الملحم