عزيزي رئيس التحرير..
توجد في كل دائرة حكومية نماذج مضيئة من الموظفين المثاليين الذين يبذلون كل ما لديهم من طاقات وجهد في سبيل نجاح عملهم، وفي الجانب الاخر وفي مجتمعنا السعودي نجد نوعا من الموظفين غير منتجين وفي نفس الوقت متقاعسين لابعد الحدود والخمول والكسل يجتاحهم فيومهم يبدأ من الساعة الثامنة او الساعة التاسعة صباحا بتناول الافطار مع الزملاء ولوقت طويل، بعد ذلك يبدأ وقت تصفح الجرائد وتناول الشاي والقهوة في المكاتب، ثم تبادل الاحاديث مع بعضهم البعض وليتهم يتحدثون في اشياء مفيدة بل انك تجد حديثهم تغلب عليه النميمة والغيبة للاخرين وحتى زملائهم في العمل، وهكذايتكرر ذلك المشهد يوميا حتى وقت صلاة الظهر. بعد ذلك يحين موعد اخذ الابناء او الزوجة من المدارس وتوصيلهم للمنزل وهي فرصة كبيرة لهم لتمضية اكبر قسط ممكن من الراحة في المنزل ثم العودة في نهاية الدوام لتوقيع الانصراف، فالوقت الذي من المفترض ان يستغرقه لتوصيل الابناء ساعة يصبح لديهم ساعتين وهكذا على هذا الحال كل يوم.
والمدهش فعلا ان هذه النوعية من الموظفين لا يدعون زملاءهم المبدعين النشطين في عملهم لشأنهم فتجدهم يأتون اليهم ويشغلونهم عن اداء عملهم وايضا يتدخلون في امور لا تخصهم. او الحديث في قضايا لا تتعلق بالعمل بأي شىء، اضف لذلك سماعة الهاتف التي لا يسأمون من رفعها يوميا لاوقات طويلة وتبادل الاحاديث في امور تضيع وقتهم، فهدفهم من ذلك هو فقط تمضية اكبر وقت ممكن من ساعات الدوام اليومي لانهم يشعرون بالملل والسأم وغير قادرين على التفاعل مع عملهم، كذلك السهر ليلا حتى وقت متأخر اما مثلا على شاشة التلفاز او بين صفحات الانترنت في اشياء غير مفيدة ونتائج ذلك تلحظها جليا وواضحا على ملامح اعينهم وخمولهم وعدم قدرتهم على العمل بحماس ونشاط وحيوية، وبالتأكيد فان كل ذلك سيؤثر سلبا على انتاجية العمل وسرعة الاداء وما يترتب على ذلك ايضا من تعطيل لمصالح المواطنين اذا كانت الجهة التي يعمل بها هؤلاء تقدم خدماتها للمواطنين.
ختاما نتمنى ان تدرك هذه الفئة من الموظفين الاثر السلبي والبالغ عليهم اولا وعلى مصلحة العمل ثانيا ومصالح الاخرين وما قد ينتج عنه من مشاكل هم في غنى عنها لو انهم اجتهدوا وحرصوا على عملهم وتركوا كل ذلك التلاعب والكسل عنهم أن يدركوا كذلك ان الله عز وجل سوف يحاسبهم على تقصيرهم فهي ذمة اولا ومسؤولية يجب ان يتحملوها بكفاءة، كما انهم يستلمون على عملهم رواتب ينبغي ألا تضيع سدى وحتى يبارك لهم الله في رزقهم وعملهم.. والله ولي التوفيق.
@ @ انور بن عبدالعزيز المغلوث
الاحساء
