بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة افتتح وكيل وزارة المعارف للآثار والمتاحف الدكتور سعد بن عبد العزيز الراشد مساء أمس الأول معرض وادي رم تحت عنوان (صحراء ورجال) الذي يقيمه بيت الدراسات الشرق أوسطية وذلك في المتحف الوطني بمركز الملك عبد العزيز التاريخي في الرياض.
وبدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القران الكريم.
ثم ألقى سفير فرنسا لدى المملكة برنار بوليتي كلمة رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز والحضور مبينا أن تشريف سموه يأتي في اطار تشجيع المملكة للثقافة بخاصة في مجال الاثار واصفا المعرض بأنه يجسد ديناميكية التعاون الفرنسي السعودي وعلى نطاق أوسع الفرنسي العربي في المجال الثقافي والحضاري واصفا المملكة بانها غنية جدا بالاثار الاسلامية وماقبل الاسلام وأن التعاون والعمل المشترك هما السبيل الامثل لاكتشاف هذه الاثار.
وأبان أن المعرض يراد له أن يكون معرضا علميا في متناول غير المختصين وأن يدرك ويفهم العمل الذي يقوم به الباحثون في مهمة تتعلق بالاثار والنقوش مضيفا أن المعرض يمثل تظاهرة تجسد عمليا متانة تعاوننا في مجال الاثار وفي العلوم الانسانية بالاضافة الى أنها تجسد عظم الصداقة بين فرنسا والمملكة والعالم العربي بصورة عامة وقدم للمديرة المساعدة للمهمة وأبرز اسهاماتها العلمية والاثرية.
بعد ذلك القت المديرة المساعدة للمشروع والمختصة في النقوش الاسلامية وتاريخ العرب الدكتورة صبا فارس درابو كلمة بينت فيها أن مشروع مسح وتوثيق المواقع الاثرية والتاريخية بوادي (رم) قد تم بفضل الله عز وجل ثم بمساعدة عدة جهات رسمية منها سفارة فرنسا لدى المملكة ووكالة الاثار والمتاحف بالرياض.
وبينت أن المشروع يهدف الى دراسة تاريخ العرب قبل الاسلام مضيفة أن الشواهد التاريخية والاثرية المكتشفة دلت على اكتشاف مواقع أثرية عديدة تعود الى فترات ما قبل التاريخ وكذلك ما قبل الاسلام والفترات الاسلامية المبكرة والمتأخرة.
عقب ذلك تجول سمو الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز والحضور في المعرض الذي احتوى على العديد من الصور مع شروح لموقع الوادي ومنهجية دراسة النقوش والرسوم الصخرية وعدة صور أخرى للنقوش الثمودية والنبطية والاسلامية ناهيك عن الصور التي تبين الجهد الذي بذله فريق عمل البرنامج.
وفي نهاية الجولة أدلى صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الامين العام للهيئة العليا للسياحة بتصريح أوضح فيه أن الحضارات لا تعرف الحدود لان الحدود الحديثة لم توجد الا في السنوات القليلة الماضية فلذلك تداخلت الحضارات وطرق التجارة وتعاقبت الحضارات وبخاصة على الجزيرة العربية التي تعد غنية بالتاريخ الحضاري وبين سموه أهمية التعاون وضرورته فيما يتعلق بالدراسات الحضارية والتاريخية لهذه المناطق.
ونوه سمو الامين العام للهيئة العليا للسياحة بدور السياحة في المملكة واصفا اياها بالصناعة الكبيرة والقائمة في المملكة كثالث صناعة تسهم في الناتج الوطني لافتا سموه الى أن الهيئة العليا للسياحة انتهت من الخطة الوطنية للسياحة التي رفعت لمجلس الوزراء الموقر وقال سموه: أحب أن أبشر الجميع ان شاء الله بأننا سنسير بثقة بعد اقرارها من مجلس الوزراء الموقر قريبا جدا.
وأبان سموه أن الهيئة تعد العدة ليلا ونهارا لفترة انتقالية مهمة جدا وهي فترة التأسيس التي كانت فترة لجمع المعلومات والدراسات والاستقصاء الى فترة التفعيل التي تبدأ فيها الهيئة لتكون مؤسسة تشغيلية تنفذ خطة العناية المركزة المقبلة مؤكدا أن السياحة سوف تشهد نقلة مهمة في السنوات الخمس القادمة ومنوها سموه بأنها تحتاج الى وقت حتى تحقق نقلات مفيدة وليست اعلامية فحسب بل نقلات حقيقية.
وشدد سمو الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز على أن الذي ينمي ويطور في المواقع السياحية هو المباني والفنادق والمنتجعات حيث أن المملكة غنية بتراثها الحضاري والبيئي والعمراني وبالبنية التحتية والمواقع المهيأة للسياحة بكل معانيها واصفا سموه المملكة بالقارة التي تتنوع فيها بيئات السياحة.
وأكد صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أن المملكة عندما تنفذ السياحة وتنقلها هذه النقلة الحديثة فانها قد أعطتها الوقت الكافي من الدراسة لتبدأ في تفعيلها بطريقة تكون مفيدة وغير ضارة بقيم المجتمع مبينا سموه أن الهيئة ستعمل قريبا على عمل مشروع وطني مهم يتعلق بالتراث الثقافي وما يتعلق بالسياحة وأنه سوف يتم اعلانه بعد الحج مباشرة ان شاء الله تعالى.
وشدد سموه على أن عمل الهيئة يجب أن يتوافق مع عمل كل الاجهزة التي لها مهمات محددة وتعمل معهم لتطوير قطاع السياحة من منظور الاستفادة مما لديهم من خبرات مبينا أن قطاع الاثار مهم جدا وسوف يشهد نقلة كبيرة جدا ان شاء الله في القريب العاجل لان المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية بعامة من أغنى بلاد العالم بالاثار وقال : لا يمكن الغاء هذا التاريخ الحضاري والاثري.. ولكن المهم هو الاستفادة منه والاعتزاز به 00فالاسلام عندما أتى الى هذه البلاد لم يأت الى بلاد مفرغة من الحضارة والثقافة بل أتى الى بلاد غنية بالحضارة والثقافة وبالابعاد الثقافية لحضارات وديانات مختلفة.. ومن عظمة الاسلام أنه أتى الى هذه المنطقة وحكمة الله سبحانه وتعالى أن الاسلام أتى الى منطقة كانت متحضرة ومنطقة فيها عمق ثقافي وحضاري وديني وأتى الاسلام وساد فيها.
وأردف سموه قائلا : نحن في المملكة العربية السعودية نفتخر باننا شعب مسلم والحمد لله كما نعتز بأننا ننتمى لهذا الدين الذي أتى واحترم هذه الحضارات والارث الحضاري لها عبر التاريخ00 والاسلام لم يأت ليلغي ما سبقه بل أتى ليبني ويصلح ماسبق ولا يمكن أن نلغي تاريخ المملكة الحضاري بأي حال من الأحوال بل نحن سوف نعمل ان شاء الله على إبرازه حتى يتعلم أبناؤنا.
من جهته أبان وكيل وزارة المعارف للاثار والمتاحف الدكتور سعد الراشد أن وادي رم يعد أحد الاودية المشهورة تاريخيا حيث يقع على الحدود السعودية الاردنية مضيفا أن هذا البرنامج يأتي في اطار التعاون العلمي بين المملكة وفرنسا والمملكة الاردنية الهاشمية وتموله لجنة التنقيب الاثري في وزارة الخارجية الفرنسية.
حضر الحفل وكيل وزارة المعارف المساعد للمتاحف على المغنم ومدير عام المتحف الوطني الدكتور عبدالله بن سعود السعود وأمين عام المجلس الاعلى للاثار خالد اسكوبي وعدد من المهتمين.