عزيزي رئيس التحرير
حمدا لله الذي كرم اسرة آل الشيخ مبارك بكرامة العلم والمعرفة, وحباها بالفضل في نشرهما والدعوة اليهما, انها اسرة مباركة اسما وعملا, لانها ساهمت في الدعوة الى الخير وانتشر علماؤها في اماكن كثيرة ليس في المملكة ودول الخليج فحسب اما طلبا في تحصيل العلم او تمثيلا في مجال الدبلوماسية لبلادهم فكم اجادوا وافادوا, فهاهي مجالسهم ـ والحمد لله ـ تسمو بنشر الدين والعلم والفتاوى والثقافة والادب, وهذا ليس بكثير على اسرة تعهد علماؤها بالعمل في سبيل الدعوة الى الله والتفاني في خدمة الدولة والوطن.
وكم ازدحمت مجالسهم بحضور طلبة العلم وعامة الناس في اوقات كثيرة في مناقشات علمية دينية ينهل منها الناس الكثير من فنون العلم والمعرفة, ويتضح من حب هذه الاسرة للعلم ما سطره الشيخ أحمد في كتابه الذي عنونه بـ (رحلة الأمل والألم) نعم انها رحلة امل جديد في سعيه للعلم في المملكة والعراق ومصر, اما الالم فهو ما قاساه الشيخ في هذه الرحلة من متاعب في سبيل حصوله على الشهادات العالية, وكم كان له من محاضرات القاها في رحاب الجامعات, ولقاءات مع ادباء مصر, وبهذا تحقق له ما اراد والده وكافة اسرته المباركة, فقدم وفاءه للوطن والمواطنين حين وفقه الله فنتشرف بمهنة التعليم, ومن ثم تقلب في مناصب متعددة في الحياة الدبلوماسية فمثل بلاده تمثيلا شكره عليه القريب والبعيد وكل من قابله خلال اعماله, فكان مضرب المثل وحديث المجالس والدوائر الرسمية في حسن خلقه وتعامله.
ومن اقرب الامثلة على خيرية هذه الاسرة وحبها لنشر العلم (احدية) الشيخ أحمد في الاحساء, واحدية الاستاذ الفاضل الدكتور راشد عبدالعزيز آل الشيخ مبارك في الرياض, انها منتديات ادبية يلتقي فيها العلماء والمثقفون.
ولذا فان الشيخ احمد لم يكن رجل علم ودبلوماسية فحسب ولكنه مثقف واديب في مجال الادب المتميز بالنثر والشعر, فاحديته التي يتشوق الى حضورها رجال البحوث العلمية في جميع تخصصاتهم, ورجال الصحافة والثقافة من اساتذة الجامعات وغيرهم كي يستفيد الجميع من عطائها بما يقدم من محاضرات وندوات ومداخلات ومناقشات ونقد في ظلال حوار هادف بناء, فكم انجبت هذه الاحدية من دعاة في جميع مجالات الحياة.. في العقيدة والاستقامة.. في النصح والارشاد في التربية والتاريخ والآثار.. في الثقافة من شعراء وادباء كان لهم مجال السبق في اللقاءات.
في الحصول على الجوائز التقديرية في المملكة وخارجها, انه رصيد كبير في حق هذه الاسرة المباركة التي جمعت شتات الكثير من رواد هذه الاحدية, واذا كانت الدولة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ـ حفظهم الله ـ كرمت فضيلة الشيخ احمد في مهرجان الجنادرية الكبير لهذا العام واولت علماء اسرة آل الشيخ مبارك مناصب قيادية فشكرا لله ثم لولاة الامر في المملكة, ولا غرابة اذا كان الكتاب والادباء, تسابقوا في اظهار اعجابهم وتقديرهم لفضيلة الشيخ احمد فعبروا بما دونوه من شعر ونثر في الاعلام المرئي والمقروء والمسموع احتفاء بتكريم شخصيته المحبوبة, وبالرغم من تقدمه في السن فانه لا يزال ـ والحمد لله ـ يقدم العطاء في احديته, وفي النادي الادبي في الشرقية وفي كل مجال يدعو الى الخير والصلاح والاصلاح.
ان تكريم الدولة للشيخ احمد امتد الى دور فاعل من بعض المؤسسات الحكومية والاهلية فكرمه اصحاب الامسيات الادبية في الاحساء, وكرمته مؤسسة دار (اليوم) ومعه الشيخ سعد المعجل في الدمام, كما كرمت رجال الاعمال والمسؤولين بالدولة في الاحساء. وكرمه النادي الادبي بالشرقية في الامس القريب, ولذا فان دور النادي الادبي لم يقتصر على الامسيات الشعرية والقصصية والمحاضرات العلمية والادبية, وجمعه المثقفين على منابر خطابية ومداخلات نقدية, واهتمامه بطبع الكتب, وتشجيع بعض المؤلفين بشراء نسخ من كتبهم ولكنه يحتفي ويكرم بعض الكتاب والادباء في مختلف اختصاصاتهم, وقد استفاد الشباب الذين بدأوا مع النادي مشوار انتاجهم الادبي في الشعر والقصة والمقالة استفادة كبيرة مثمرة فلاحظنا في الامسيات تقدم الشباب في مناقشاتهم واثراء المحاضرات بآرائهم وافكارهم ونقدهم.
هذا وبالنسبة للشيخ المحتفى به فانه بالاضافة الى كتابه الذي صدر بعنوان (رحلة الأمل والألم) فقد اشار الى انه سيصدر قريبا كتاب بعنوان (عبقرية الملك عبدالعزيز يرحمه الله) وكتاب آخر بعنوان (سوانح الفكر) كما يحتفظ بخمسة كتب مخطوطة ذكر اسماءها في كتابه المشار اليه وسوف يعمل على اصدارها.
وان دل هذا التكريم للشيخ احمد ممن قاموا بتكريمه فانه يدل على الوفاء العظيم ممن بادلوه الحب والوفاء, فشكرا لله ثم شكرا لهم على هذه المشاعر الجميلة, والله اسأل ان يوفق لجميع لما فيه الخير في الدارين.
عبداللطيف سعد العقيل
