المنطقة الشرقية تحتل مساحة كبيرة من اقليم البحرين، الذي يمتد من البصرة الى عمان وفق ياقوت الحموي، وكان هناك من يطلق البحرين على منطقة الاحساء، ويضيف ابن خلدون جزءا من اليمامة الى اقليم البحرين، الى جانب الجزر داخل البحر، وتشمل البحرين الحديثة.
ومن شعراء المنطقة المشهورين في العصر الجاهلي عمرو بن قميئة، وهو عمرو بن قميئة ابن سعد بن مالك بن ضبيعة من قدامى شعراء الجاهلية، ومن بيت كبير عرف بالشعر، بيت ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر ابي تلك القبيلة الكبيرة (بكر بن وائل) التي ينتهي نسبها الى ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان وقد اورده الدكتور محمد عبدالقادر احمد في كتابه الحياة الثقافية والادبية للبحرين في العصر الجاهلي ضمن ابرز شعراء البحرين. يقول ابن سلام: وكان امرؤ القيس بن حجر بعد مهلهل، ومهلهل خاله، وطرفة وعبيد وعمرو ابن قميئة والمتلمس في عصر واحد. ويقول عنه ابو الفرج "وكان عمرو بن قميئة من قدماء الشعراء في الجاهلية. ويقال انه اول من قال الشعر من نزار، وهو اقدم من امرئ القيس، ولقيه امرؤ القيس في آخر عمره فأخرجه معه الى قيصر لما توجه اليه، فمات معه في طريقه، وسمته العرب: "عمرا الضائع" لموته في غربة وفي غير أرب ولا مطلب. ويذكر المرزباني في "معجم الشعراء" ان عمرو بن قميئة: "كان" في عصر مهلهل بن ربيعة، وتزعم بكر بن وائل انه اول من قال الشعر وقصد القصيد. يقول ابو احمد العسكري في كتابه "شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف": وتزعم بكر بن وائل ان عمرو بن قميئة كان في عصر مهلهل يقول الشعر. وعن امر خروجه مع امرئ القيس يذكر ابو الفرج الاصفهاني: "نزل امرؤ القيس بن حجر ببكر بن وائل، فقال لهم: هل فيكم احد يقول الشعر؟ فقالوا: ما فينا شاعر الا شيخ قد خلا من عمره وكبر. قال: فأتوني به! فأتوه بعمرو بن قميئة ـ وهو شيخ ـ فأنشده، فأعجب به، فخرج به معه الى قيصر. واياه عنى امرؤ القيس بقوله:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه
.........وأيقن انا لا حقان بقيصرا
فقلت له: لاتبك عينك إنما
.........نحاول ملكا، أو نموت فنعذرا
وتروي المصادر انه عمر حتى تجاوز تسعين سنة، ويستدلون على ذلك من قوله:
كأني وقد جاوزت تسعين حجة
خلعت بها يوما عذار لجامي
وكان الشاعر على خلق عظيم وتجلى خلقه في الموقف الذي وقفه مع امرأة عمه مرثد بن سعد، فقد لقنها درسا في الاخلاق الفاضلة بعد ان بعثت اليه تدعوه على لسان عمه وهو لا يعلم بغيابه، ووجدها قد هيأت واعدت، له المنكر، فلم يضعف انما قال لها، "لقد جئت بأمر عظيم! وما كان مثلي ليدعى لمثل هذا، والله لو لم امتنع من ذلك وفاء لعمي لامتنعن منه خوف الدناءة والذكر القبيح الشائع عني في العرب، وخرج غاضبا لحرمة عمه. لكن هذه المرأة اللعوب امرت بجفنة تكفأ على اثر قدميه المتميزتين عن باقي اقدام المترددين على الدار، لتفاجئ عمه، فتملأ نفسه غضبا وحقدا على هذا الفتى الذي هواحب الناس اليه. وثمة صفة خلقية اخرى تدل على صدقه وعدله ووفائه، وهي انصافه لاعدائه في قصائده، وقد سجل ابن قتيبة لعمرو بن قميئة هذه الصفة فقال: وهو ممن انصف في شعره وصدق. واستشهد من شعر عمرو ابن قميئة بقصيدته الرابعة في الديوان وفيها يتحسر على شبابه حين بدأ يتجاوز هذه المرحلة الى مرحلة اخرى من حياته، يقول:
يا لهف نفسي على الشباب، ولم
افقد به اذ فقدته امما
.........قد كنت في ميعة اسر بها
امنع خيمي، واهبط العصما
واسحب الريط والبرود الى
.........ادنى تجاري، وانفض اللمما
لاتغبط المرء ان يقال له
.........امسى فلان لعمره حكما
ان سره طول عيشه، فلقد
.........اضحى علي الوجه طول ما سلما
ان من القوم من يعاش به
.........ومنهم من ترى به دسما