أخبار متعلقة
قال الرئيس العراقي صدام حسين في مقابلة تلفزيونية نادرة إن بلاده تمتثل لقرار مجلس الأمن الدولي الذي طالبها بنزع السلاح لكن الولايات المتحدة وبريطانيا تبحثان عن ذريعة للحرب من أجل السيطرة على نفط الشرق الأوسط.
وقال الرئيس صدام في المقابلة التي أجراها معه السياسي اليساري البريطاني وداعية السلام توني بن إن القوى العظمى يمكنها اختلاق ذريعة في أي يوم لادعاء أن العراق لا ينفذ القرار 1441، وقد زعموا من قبل أن العراق لم ينفذ القرارات السابقة وظهر أنه طبقها بدليل أن التركيز الآن على القرار الأخير فقط.
وأضاف صدام إن حدوث خلافات بين الحين والآخر بين بغداد والمفتشين الدوليين لا يعني أن العراق يسعى لوضع عراقيل أمامهم يمكن أن تعوق جهودهم للوصول إلى الحقيقة. ونفى أن يكون العراق يمتلك أسلحة دمار شامل. وقال إنه يتحدى من يقول عكس ذلك أن يقدم أدلته للرأي العام.
كما نفى الرئيس العراقي في المقابلة -التي أجريت لصالح القناة الرابعة البريطانية وبثتها قناة الجزيرة بالتزامن معها- أن تكون للعراق صلة بتنظيم القاعدة وقال: لو كانت لنا علاقة بالقاعدة وكنا نؤمن بهذه العلاقة لما خجلنا من الاعتراف بها .. متهما إدارة الرئيس بوش بالخضوع لنفوذ شخصيات صهيونية يسولون لها بأنه إذا أرادت الولايات المتحدة أن تسيطر على العالم فعليها أن تسيطر على النفط، وأن من مستلزمات هذه السيطرة تدمير العراق.
وشدد صدام حسين أيضا على ان العراق خال تماما من اسلحة الدمار الشامل متهما مسؤولين في ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش بالدفع باتجاه السيطرة على العالم من خلال السيطرة على النفط في الشرق الاوسط .. وقال ليس هناك سوى حقيقة واحدة واقول لكم كما قلت مرارا في الماضي ان العراق خال من اسلحة الدمار الشامل مؤكدا أن العراقيين ينفذون التزاماتهم بدقة تجاه القرار الدولي 1441 .. واعتبر من جهة اخرى ان المسؤولين الامريكيين يتأثرون في سياساتهم بعناصر صهيونية ، وقال ان سياسات اميركا لا تخدم مصالح شعبها ولا شعوب العالم .
واشار في المقابل الى ان العراقيين لا يكرهون البريطانيين .
لكن الرئيس العراقي حذر من أنه إذا استمر نهج العدوانية في الإدارات الأميركية في المنطقة فإن ذلك سيوجد حالة من العداء والمقاومة ستمنع استغلال النفط أو تطوير صناعته، مؤكدا أن هذا النهج ليس فيه مصلحة الولايات المتحدة أو لشعبها أو لشعوب العالم.
وأنهى صدام المقابلة -التي يعتقد أنها الأولى معه منذ 12 عاما- بنبرة تحد قائلا إن العراقيين لا يتمنون الحرب ولكن إذا فرضت عليهم وتعرضوا لهجوم أو لإهانة فسوف يدافعون عن أنفسهم.
وردا على سؤال بعد بث المقابلة، اكد توني بن (77 سنة) الذي يعتبر من ابرز شخصيات اليسار البريطاني المعارضة للحرب، على ضرورة التصدي الى الحرب مضيفا انه اتصل هاتفيا بالرئيس الفرنسي جاك شيراك طالبا منه ان يستخدم حقه في الفيتو (النقض) في مجلس الامن الدولي. وقد وافقت سلطات بغداد على ان تبث قنوات تلفزيون في اي بلد المقابلة التي دامت ساعتين تقريبا شرط ألا تأتي مبتورة.
واكتفى ناطق باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني بالقول على قناة تشانل فور ان تحكم اذا كان كل مقابلة تجريها مطابقة مع القواعد الصحافية .
واوضحت دوروثي بيرن رئيسة الاخبار في تشانل فور حتى صوت الرجل المنبوذ من الغربيين يجب ان يسمع في اطار الحوار بشأن هل يجب ان نحارب ام لا .
وافادت وكالة برس اسوسييشن ان تشانل فور دفعت نحو خمسين الف جنيه استرليني (76300 يورو) مقابل حقوق بث هذه المقابلة.
الرئيس العراقي أثناء المقابلة