DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

محمد العلي

محمد العلي

محمد العلي
أخبار متعلقة
 
(والعجب انك ـ ايها العالم الفقيه, والاديب النحوي ـ تتكلم في اعرابه وغريبه (يقصد القرآن الكريم) وتأويله وتنزيله, وكيف ورد, وبأي شيء تعلق, وكيف حكمه فيما خص وعم, ودل وشمل, وكيف وجهه, وكيف ظاهره وباطنه, ومشتمله ورمزه, وماذا اوله وآخره, واين صدره وعجزه, وكنايته وافصاحه, وكيف حلاله وحرامه, وبلاغته ونظامه, وغايته ودرجته ومقامه,.. ثم لاتجد في شيء مما ذكرتك به, ووصفتك فيه, ذرة تدل على صفائك في حالك وادراكك مالك, بل لاتعرف حلاوة حرف منها, فعلمك كله لفظ, وروايتك حفظ, وعملك كله رفض..).. ابو حيان التوحيدي ـ الاشارات الالهية علمك لفظ, وروايتك حفظ, وعملك رفض.. هذا ماقاله ابو حيان قبل احد عشر قرنا وقد امتد مضمون قوله هذا في الفكر المعاصر, حتى ادينت الثقافة العربية كلها بانها ثقافة ألفاظ. فصرخ عبدالله القصيمي بمقولته المدوية: (العرب ظاهرة صوتية) وجاء بعده زكي نجيب محمود المشبع بالفكر الفلسفي ليقول: (لم تكن اللغة في ثقافة العرب (اداة) للثقافة, بل كانت هي الثقافة نفسها, فأنت مثقف بلغ القمة اذا انت اجدت الالمام باللغة, في مفرداتها ومترادفاتها, وفي نحوها وصرفها, وفي رواية نثرها وشعرها, فاذا جاء علينا عصر يركز ثقافته في اجهزة وانابيب ومعامل ومصانع, اسقط في ايدينا لان بضاعتنا شعر ونثر ونحو وصرف ومفردات لغوية ومترادفات, وهي كلها لاتقوى على ضبط إبرة في جهاز) لا احد يجادل في ان المناهج التعليمية عندنا هي مناهج (حفظ ولفظ ورفض) فهل يلام غازي القصيبي حين قال في حوار صحفي اجراه ابراهيم التركي ونشر في الجزيرة 19/1/2003 (المناهج تخرج عاطلين).. الحفظ لا يولد معرفة, واللفظ لا يولد فكرا, والرفض لا يمنح مناعة او نجاة من سيول معرفية/ عملية راحت تجتاح كل مافي طريقها من جحافل الالفاظ ومعلقات المحفوظات. سيكون الطريق شاقا وطويلا امامنا, فالصخور التي تدمي الاقدام تملأ هذا الطريق, وازالتها تحتاج الى ارادة خارقة, والى مراجعة في منتهى الصرامة لكل النتوءات في ثقافتنا التي اهال عليها المفكرون المعاصرون وصفا اسود لما فيها من صفات سلبية, سنعود الى ذكرها في حلقات عديدة قادمة ان شاء الله.