اولا: مع صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ اذ تشرفت جامعة الملك سعود بالرياض بزيارته وتطرق الى نوع مختلف من الاحاديث لم يألفه الناس وقد كان محل احاديثهم الجانبية بحيث اتسم بعدد من النقاط لعل منها:
ـ اعتذاره عن القاء كلمة في حفل حاشد من الاكاديميين ارتأى سموه دون ذلك.
ـ بدا واضحا ان الظروف السياسية والعسكرية والامنية المحيطة بالمنطقة سواء فيما يخص الازمة العراقية ـ الامريكية، والفلسطينية ـ الاسرائيلية تشغل حيزا كبيرا من فكر الامير عبدالله جعلت الحليم حيران من تعاقب الاحداث وتسارعها نحو الاسوأ وبخاصة بعد فوز حزب الليكود الاخير واجتماع بلير مع بوش الابن.
ـ دعوته المواطنين الى تحمل مسئولياتهم الدينية والوطنية وهذا المصطلح ليعتبر ذا دلالات شاسعة ينخرط ضمن بوتقتها: ان كل مواطن صغرت مسئولياته او عظمت ينبغي عليه الحفاظ على الوحدة الوطنية والتلاحم والاخاء الذي رسمه موحدها المغفور له باذن الله الملك عبدالعزيز وعدم السماح للمغرضين وبخاصة في الفترة الحرجة من تاريخ الامة بأن ينجرف عبر مهاترات في بعض الفضائيات والانترنت لجرهم الى التشكيك في المقدرات الوطنية واطلاق الشائعات والبلبلة بين الناس لان كل ذلك يؤدي الى عواقب لاتحمد عقباها على الصالح العام.
ـ ان استخدام سموه الكريم أربع مفردات متعاقبة وهي الصبر وضبط النفس والهدوء والسكينة للمجتمع المحلي يوضح بشكل جلي ان المنطقة العربية والخليجية تمر بأزمة من نوع خاص ينبغي على الجميع التعاطي معها بحذر الى ان تنقشع الغيمة الكئيبة التي تجمعت على ضفاف الخليج والتي تكدر خواطر الباحثين عن الاستقرار والسلام العالمي.
وثانيا : مع صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ حيث اسهب في وصف هموم شريحة واسعة من ابناء الوطن ممن وقف بعض من المؤسسات الخاصة التي لم تنم الا بخير البلد وابنائه والتي كانت حجر عثرة في سبيل حصولهم على مصدر قوتهم بين احضان ترابها, وقد اشتملت كلماته الحانية على جملة من النقاط نرى ان تحقيقها يجلب الخير للبلد كله وعكسها غير ذلك, ومنها:
ـ ان العمالة الوافدة ومرافقيها تشكلان ازمة حقيقية للجبهة الداخلية على المنظور الحالي والمستقبلي ـ وان ابى المستفيدون ـ من منظور ماتشكلانه من سياسة اغراق لانماط وظيفية قد تشبع الوطن منها, ومن هنا وجبت مبادرة القطاعات الخاصة عن طيب خاطر قبل ان تستحث على ذلك في قطاعات التعليم الاهلي والاعمال الفندقية والسياحية والتجارية والصناعية الى الاستفادة من المنحة الكريمة التي تحرم تجاوز اعداد غير السعوديين فيها الى 20% بعد عشر سنوات من الوقت الراهن, لان ما يتبع من خطوات جادة سيغدو عما قريب محل التنفيذ بما يضمن المصالح العليا للوطن وابنائه.
ـ ان خيرية الامة والتي تقر بالتعاضد والتكاتف والاحسان الى ذوي القربى تلزمها بالمسارعة لتحقيقها, اذ من غير المعقول ان تفتح المملكة منافذها الى مالانهاية بينما يغلق بعض من رجال الاعمال ابوابهم في وجه الجامعي وخريج الثانوية باعذار غير مقبولة تتفاوت بين عدم وجود الخبرة واللغة الانجليزية وكليهما لاذنب له فيهما, فالخبرة تأتي بعد الفرصة, والاخرى تعود الى المناهج التي لم تؤهله لمثل تلك المواقف المصيرية في حياته بحيث اضحت شهادته على ورق لاتفرح يافعا ولا اما وابا متأملا.
ـ ان وجود اكثر من سبعة ملايين وافد يمتصون اكثرمن خمسين الف مليون ريال سنويا ترحل, ناهيك عما يخزنونه في الارض الى حين, لهو ارقام مروعة ومهولة تحتاج اولا : من رجال الاعمال الوعي بفداحة التكالب على الوطن ومؤسساته المدنية بشكل خاص من قبل الذي ينفع, وقليل ماهو, واكثره دون ذلك, وثانيا : من الجهات الامنية بتطوير اجراءاتها الاحترازية عبر بعض الحدود المجاورة والتي تشهد تهريبا بشريا غير منقطع وكذلك من خلال الاقامة غير المشروعة اثناء العمرة والحج والزيارات للوافدين لتطبيق برنامج مواز لمكافحة الارهاب يسمى مكافحة الاغراق البشري على المملكة ويعمم ـ اذا شاءت ـ على دول الخليج لان الهموم مشتركة, وعلى حد علمي ان هذا النوع من السياسات متبع في العديد من الدول ويحظى بموافقة وتأييد دولي ضمانا لمصلحة مواطنيها بالدرجة الاولى فمركبي اولا.
