(أم أحمد.. التي ذرفت عيونها دمع الحزن على ما مضى..) حين قالت:( لم تكن الحياة كماهي الآن فحركة المرأة سابقا بنفس حجم حركة الرجل لذا كان النشاط البدني من حيث كثرته مشتركا فزوجي (بحار) - صياد سمك - وكنا نمتلك (حظرة سمك) - مصايد سمك- على (السيف) - شاطىء البحر - وقد كنت احمل بنفسي (الجفير) - وعاء من سعف النخيل- من (مسجد البورشيد بالدمام) - مسجد الامارة حاليا - الى داخل البحر لافرغ ما في (الحظرة) بداخل (الجفير) ومن ثم احمله على راسي عائدة به الى المنزل مشيا على الاقدام حاملة فيه ما لايقل عن سبعة كيلو جرامات من السمك في عمل شاق ومتواصل لا ينقطع الا بغروب الشمس ومع ذلك كانت صحتنا بالف حصان.
( أم مساعد.. بدوية نشأت في حفر الباطن واستقرت في الشرقية مع زوجها واحد ابنائها منذ عامين) عندما سألتها عن الامس نظرت بعيدا بعينيها من خلال برقعها البدوي الاصيل الى الماضي البعيد عندما كانت تذهب هي واختهاالصغري (ميثاء) لرعي (الغنم) واحتطاب الحطب مستغرقتين خلال هذا العمل الشاق الساعات الطويلة محتملتين لاجل العيش ولقمته شدة الحر ولسعة الشمس على الرمضاء.. وكما تقول:(في البداية ما كان برضانا لكننا تعودنا وصار اليوم اللى ما نطلع فيه للرعي (تحمله) وتتكسر عوافينا) لذا اصبح العمل والسعي له بمثابة تمارين لياقة لاتصح ابدان اجدادنا وجداتنا على اختلاف بيئاتهم الا به رغم ما يصحبه من مشقة وعناء.. وبالانتقال الى زماننا الحاضر التقينا.
(وفاء عبدالله.. خريجة من كلية الآداب بالدمام سألناها عن روتينها اليومي كما تعيشه لنجدها تقابلنا بالتأفف قائلة:(روتيني اليومي ممل (زهق) لقد تخرجت منذ ثلاثة اعوام ولم يكتب لي التوظيف لا في المجال الحكومي ولا في الاهلي؟!! عندها حاولت الاشتراك في احدى الدورات التدريبية فواجهتني عدة صعوبات.. بعدها قررت عقد صحبة مودة ومحبة مع العزيز الغالي التليفزيون) والحمد لله وجدت فيه ما يشغل وقتي وبالنسبة للياقتي البدنية فهي (صفر على الشمال) وحركتي داخل المنزل قليلة فالخادمة كفيلة بانجاز كل ما اريد وبسرعة (والا ليش جايبينها؟!!) . (سارة احمد.. ربة منزل وام لطفلين اكبرهما في مرحلة رياض الاطفال) صارحتنا برأيها قائلة:(اول غير.. والحين غير) فالحياة الحديثة وما رافقها من تطوير وتقدم تكنلوجي حيث وجدت الاجهزة المعينة لربة المنزل على اعمالها المنزلية وكذلك التغير الذي حدث في التركيبة السكانية والذي فرض على المراة قيودا حين دخولها وخروجها.. فمن المستحيل ان نرعى في زمننا هذا (الغنم) او نذهب للاحتطاب مثلا!! وان حدث وتعطلت غسالة الملابس الكهربائية فلن اغسل بيدي فالمغاسل الاتوماتيكية موجودة (والله يعز التكنولوجيا). وفي نهاية المطاف.. تأكدت ان الذي مضى لا يمكن ان يعود ولكن حسبنا من خبرات وتجارب امهاتنا وجداتنا ان نشاطهن وقوة ابدانهن لم تأت الا بعدما تيقن ان في (الحركة البركة) فلنطبق ذلك في حياتنا (بعيدا عن الخادمة ولو لساعة).