كل يوم يخرج الى الوجود فيض من العلوم والابداعات الجديدة ومن هذه الابداعات الابداع التوبولوجي وهو احد الاساليب الحديثة في التدريس وهو يهتم بكيفية التعامل مع جميع الظواهر العلمية والتربوية وهو نوع من النشاط العلمي يستطيع به الانسان التعبير عن ذاته بتلقائية ومرونة موجهة تقود الى استخدام الخيال وتنمية التفكير الابداعي حتى يكون هناك انسان متميز وعقله مؤهل لمواجهة تحديات عصر ثورة المعلومات التي لم يشهدها علم من قبل فالتوبولوجي هو احد فروع الرياضيات البحتة والتطبيقية الحديثة ومنهج علم التوبولوجي يعطي مساحة اكبر ومرونة للتحليل والابداع والان لا يوجد خط من خطوط البحث في العلوم والتربية الا وله نقاط تماس مع علم التوبولوجي حيث ان هندسة اقليدس التي وضعت قبل الميلاد قد ارست دعائم التفكير المنطقي والعلمي بشكل معين فان علم التوبولوجي قد وسع دائرة الفكر لتكون اكثر مرونة ولتشمل العديد من الجوانب التي عجز التفكير التقليدي في معالجتها وما يشهده العالم اليوم من محاولات التفاهم والغاء الحروب ومحاولة استخدام المرونة التوبولوجية بدلا من الحزم الاقليدي والفضاءات التوبولوجية يمكن النظر اليها على انها نموذج رياضي مجرد للفضاء الكوني الذي يدعونا الله عز وجل الى التفكير فيه دائما والتعامل معه في صورته اللانهائية التي تعجز عنه قدرة البشر ومن الاتجاهات الحديثة للنظر للبناء التوبولوجي على انه قاعدة او اساس معرفي على مجموعة من البيانات مستخلصة من تجارب الحياة حيث ان انشاءها يعتبر بمثابة ايجاد نموذج رياضي يمكن من خلاله استخراج خصائص جديدة لتجمع البيانات وهذا الاتجاه في عصر المعلومات مكن الباحثين في جوانب الحياة المختلفة من انشاء نماذج رياضية على تجمعات كان من الصعب التعامل معها رياضيا مثل اللغويات وعلم النفس وغيرها ووجود البناءات التوبولوجية الجديدة يمكن النظر اليه على انه دراسة خصائص تجمع البيانات من خلال وجهات نظر للعديد من الخبراء بدلا من خبير واحد وهذا يعطي نتائج ادق وطرقا اخرى لاستخلاص المعلومات.
د.احمد عبدالخالق سلامة
كلية المعلمين بالدمام