عزيزي رئيس التحرير..
انطلاقا من السياسة الحكيمة التي تنتهجها حكومتنا الرشيدة تجاه ابنائها فقد وضعت اسسا للتعامل بين المدرسة والطالب كان آخرها الحد من ايذاء الاطفال ايمانا منها بقيمة هذا الفرد وهو اللبنة الاولى وعرفانا منها بمدى خطورة هذه الظاهرة على حياة الطفل ومستقبله انطلاقا من قوله تعالى (ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر) فاذا كان المولى جل وعلا قد كرم هذا الانسان فلماذا يهان ولنا وقفة في هذا الموضوع حيث ان التكريم يجب ان ينبع من المنزل اولا فهو ميلاد الانسان وفيه ينطق الاحرف الاولى ومنه تنعكس حياة هذا الطفل ولكن البعض من اولياء الامور هداهم الله جعل من بيته "اما تخلت وابا مشغولا" واخطر مايقع ذلك في حالة الزواج باكثر من واحدة. ان مبدأ الزواج بالثانية لم يحرمه الاسلام ولكنه وضع لذلك ضوابط اولها العدل ليس بين الزوجات فقط بل والاولاد ولكن ما نسمع عنه وما نراه من خلال المعايشة امر يندى له الجبين فما ان يتزوج الرجل من اخرى حتى يترك الاولى واولادها الذين هم اولاده في الحقيقة بلا رعاية ولا شفقة يتركهم للظروف يعولهم غيره ويتكفل بهم من سواه من المحسنين فهم في عداد الايتام بل انه في بعض الاحيان قد يكون اليتيم احسن حالا. اما الاب فقد نزعت منه هذه الرحمة ولمن يتركهم وماذنبهم. الم يفكر من يجد في نفسه هذه الاوصاف في ان الله عليم رقيب وانه مسؤول عنهم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) ان اهمال الاولاد له اثر سىء وله انعكاسات خطيرة فقد يجد الابناء والبنات من يشبع رغباتهم المالية بطرق ملتوية خاصة ونحن في عالم الفضائيات والانترنت كيف لا والابحاث تدل على انتشار الانحلال الخلقي جراء مثل هذه الظاهرة وما الذنب الذي اقترفته الزوجة الاولى وابناؤها حتى يكونوا عرضة لنزغات الشياطين ويحرمون من عطف الاب وحياة سعيدة فليتق الله ربه وليبادر في اصلاح موقفه من صنع مثل هذه المواقف وليراجع حساباته وليتذكر يوم الحساب من رب العباد الذي نهى عن الظلم بشتى صوره.
احمد بن ناصر الملحم