في اعتقادي اننا لا نختلف كثيرا في مسألة ان مجتمعنا العربي ثرثار بتميز، ولا يجارينا في هذا حتى اصحاب الانتاجات الكبار المشهود لهم باغراق هذا العالم بالافكار والسياسات والسلع والخدمات ايضا.. خذوا على سبيل المثال قضية التنمية والزحمة اللي عملناها بحشر مصطلح التنمية في اسواق الخضار ومشكلات الصرف الصحي والشعر الشعبي والحداثة وهلم جرا للدرجة التي يتوقع معها اننا مجتمع عربي نشط جدا ولن يبقى في طريقنا اية اشكالات شاردة او واردة في مستقبلنا كمجتمع منتج.. وجاءت مرحلة البث الفضائي وما عرف وقتها بالغزو الفضائي وما ادراك ما الغزو الفضائي وصاح من صاح وناح من ناح وانقلبت الامور بين عشية وضحاها الى غزو في غزو فمن يناقش اوضاع المستشفيات وتردي الخدمات الصحية لا يمتنع عن اضافة مسألة الغزو الفضائي لموضوعه والقطاع المسؤول عن حماية المستهلك مثلا من غير المنطقي والمقبول له عدم ربط برامجه وخططه بمسألة الغزو الفضائي وهكذا دواليك وكأن المسألة غيرة او موضة اللي ما يماشيها يخسر موقعه ويشاع عنه انه متخلف وما يستحق أن يكون مسؤولا. باختصار امضينا مع امور التنمية والغزو ما شاء لنا الله من حكي وقراءات واستشرافات وكل يوم والمجتمع آخذ له وجهة، مرة محافظة ومرة نص ونص وانتهى بنا الحال إلى اكوام من علل التنمية وارتال من الانفعالات والهذر في كل اتجاه. والنتيجة بطبيعة الحال لم ينجح احد.. واليوم نفس الشىء الكل يخوض في بلوى العولمة.. ناس تشرح المصطلح وناس تحلل ما وراء المصطلح وآخرون يفكرون في كيفية استثمار المصطلح ممن اعتادوا على تصيد الفرص والاعلان عن انفسهم (نحن هنا) يعملون على قدم وساق لعنونة افكارهم ومقالاتهم وكل ما يمت بصلة لبضائعهم في المجتمع بمصطلح العولمة المسكين.. والنهاية.. اكيد بكرة اكمل.
