صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ال سعود وزير الداخلية يحمل في قلبه الكبير حب هذا الوطن وحب ابنائه المواطنين الذين يشغلون عقله ووجدانه في حركاته وسكناته.. في سفره واقامته إنه رجل المسئولية الأمنية بكل ضخامتها وعظم شأنها كما يحمل هموم شباب الوطن ويسعى جاهدا في سبيل توظيف طاقاتهم الانتاجية في بناء بلادهم , ويشكل ذلك اهتمام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وقادة البلاد , لان تعطل الشباب يفضي الى كثير من الأمور السلبية التي تضر بالمواطنين أمنيا واقتصاديا واجتماعيا.
ومن منطلق حرص سموه الكريم على شباب الوطن فانه وجه حديثا صريحا لرجال الأعمال ودورهم في الاستفادة من القوى البشرية السعودية المؤهلة رجالا ونساء ولا غرابة في ذلك فهو رئيس مجلس القوى البشرية العاملة وصاحب مسئولية رعايتهم وتوظيفهم.
وفي هذا اللقاء قراءة لما جاء في حديث سموه الكريم كما نشرته (واس) وتم نشره في صحيفة "اليوم" في عددها(10825) الصادر بتاريخ 2/12/ 1423هـ 2/3 / 2003 م وصحيفة الاقتصادية العدد(3401) الاحد 2/2/ 2003م.
كان خطاب سموه لرجال الأعمال صادرا من ادراك عميق بالدور الذي يلعبه القطاع الخاص في تعزيز اقتصاد الوطن , وبالدور الذي ينبغي على رجال الأعمال تأديته في الاستفادة من شباب الوطن وجاء في خطابه ما يلي:
@ أوضح لرجال الأعمال ثقة الدولة فيهم وانهم مطالبون بتوظيف الشباب المواطنين لتجنيبهم البطالة وما تفرزه من مشكلات اجتماعية واقتصادية.
@ أوضح سموه ان القوى العاملة الوافدة التي يبلغ تعدادها سبعة ملايين وافد يمتصون الكثير من المال بما لا يقل عن خمسين الف مليون ريال تذهب الى خارج الوطن.
@ كما أوضح سموه انه بالإضافة الى هذا المبلغ الكبير فان البلاد تتحمل عبئا على حساب المرافق العامة في المشاكل والجرائم التي تنشرها فئة كبيرة من الوافدين.
@ واضاف نحن لسنا مسئولين ان نعيش شعوب العالم , وقال: نعم الدولة تسهم في مساعدات لكل المسلمين ولكل العرب ولكن ليس على حساب وطننا وعلى حساب شبابنا فالجامعات والمعاهد تخرج فالى اين يذهب هؤلاء الخريجون , فالدولة علمتهم فلا بد أن يجيدوا عملها وكل على قدر عمله.
@ وأكد سموه على رجال الأعمال أنه حتى النساء فهن يردن العمل وتكوين انفسهن ولكن فيكم البركة ونرجو لكم التوفيق والسداد وأن يجلعنا جميعا متعاونين على البر والتقوى وعلى ما فيه خير وطننا.
@ وتناول سموه اهمية تنفيذ العقود الخاصة بوزارة الداخلية وحث رجال الأعمال على تنفيذها بكل اتقان وانه على ثقة في الله ثم فيهم وفي امانتهم التي يمليها عليهم دينهم ووطنهم.
@ ولكونه رئيس مجلس القوى العاملة حث سمو وزيرالداخلية رجال الأعمال على توظيف الشباب السعودي وتدريبهم واضاف أنه متأكد انه سوف يجد رجال الأعمال شبابا سعوديا يستطيع ان يعمل ولكن المهم أن تفتح له ابواب العمل.
@ وأوضح سمو وزير الداخلية النتائج المترتبة على عدم توظيف الشباب السعودي ان رجال الأعمال إذا لم يساعدوا المواطن السعودي على ان يشتغل فمن الذي يساعده , ونحن مسؤولون لأنهم شبابنا فإذا لم نشغلهم فالنتيجة البطالة التي ينتج عنها اشياء كثيرة من الفساد.
@ وبين سموه أن مجلس القوى العاملة يشارك في اعماله رجال اعمال لأن الدولة حريصة على مصلحة الطرفين.
@ وبالإضافة الى ما تقدم في حديث سمو الأمير نايف بن عبد العزيز لرجال الأعمال وحثهم على توظيف الشباب السعودي بنين وبنات فقد اصدر قرارا يقضي بتحديد سقف العمالة الوافدة ومرافقيها في المملكة كنسبة مئوية لا تتجاوز (20%) من سكان المملكة وذلك خلال مدة نهايتها عام 1433هـ مع اجراء توازن بين جنسيات العمالة الوافدة ومرافقيها في المملكة بحيث لا تزيد نسبة أي جنسية من هذه الجنسيات على 10% من مجموع العمالة الوافدة اوضح ذلك أمين عام المجلس الدكتور عبد الواحد بن خالد الحميد.
@ واضاف أمين المجلس كما نشرت صحيفة (اليوم) في العدد المشار اليه أن قرارا آخر قد تم اعتماده يقضي بالموافقة على استراتيجية تنمية القوى البشرية في القطاع الصحي.
والمتأمل لما جاء في حديث سمو وزير الداخلية لرجال الأعمال يدرك الحكمة التي تتجلى في خطاب سموه فهو خطاب يتسم بالمرونة واحترام الطرف الآخر ويضع النقاط على الحروف في صراحة المحب الصادق في حبه واخلاصه لابناء الوطن وحينما يريد ان يؤكد على مبدأ السعودة في تحذير رقيق وواضح بأنه إذا لم يتم توظيف الشباب السعودي فان نتائج ذلك البطالة والفساد واستنزاف أموال الوطن الى الخارج وحينما أوضح ثقة الدولة في رجال الأعمال أوضح أيضا: أنه لابد ان يشغل المواطن وكل حسب عمله فإذا لم نتعاون سوف يصيبنا خلل ولا نتمنى أن يأتي وقت تفرض الدولة أشياء فرضا بل نريد من يعمل أن يقدر رب العمل ويلتزم بأعماله ويعرف أنه محاسب وان الدولة تقف في الوسط وكل له حق والبلاد بابنائها فانتم مثلما كونتم أنفسكم وشققتم طريقكم كذلك ابناؤكم كلهم بنفس الطموح.
ويرى كاتب هذه السطور ان موقف رجال الأعمال في القطاع الخاص رغم الموقف الايجابي من قبل الدولة ودعمها مشروعاتهم فان استجابتهم لتحقيق ما تستهدفه الدولة من توظيف شباب الوطن لا تزال مترددة تتعثر خطاها ولا يزال أفواج الوافدين من كل البلدان تتقاطر بالآلاف وهم الذين يأتون ومعظمهم لا يفقهون شيئا فيدربهم رجال الأعمال وينفقون عليهم الأموال لاحضارهم واسكانهم وعلاجهم ويحلون محل الاف الشباب السعودي. ويرى الكاتب ان مجلس القوى العاملة مع التقدير لجهوده وما تقوم به أجهزته ولجانه من دراسات فان موقفه لا يزال ضعيفا امام تأثير رجال الأعمال.. يقترح الكاتب في هذا الصدد لتحقيق مبدأ السعودة:
@ اسناد ادارات المنشآت والشركات وقياداتها الىالكفاءات المؤهلة من الشباب السعودي لأن القيادات الحالية والمديرين الاجانب والمحاسبين ورؤساء اقسام التوظيف هم من الوافدين وهم الذين يشككون في الشباب السعودي ويعيقون توظيفهم وذلك بشكل الزامي لرجال الأعمال.
@ عدم توظيف الوافدين المطلوبين للأعمال العادية فالكثير منهم يأتي بدون خبرة وهناك الاف من الشباب السعودي الأكثر كفاءة واعدادا لديهم الرغبة في العمل وإذا تم تدريبهم على الأعمال فانهم قادرون على اداء اعمالهم فيجب منع استقدام الوافدين من هذه الفئة.
@ واما فئة الفنيين والتقنيين فان الوافدين الذين تتم الحاجة اليهم والتعاقد معهم يجب أن يتم بعد الاعلان عن هذه الوظائف في الصحافة المحلية ولمدة كافية.
وفق الله العاملين الى ما فيه خير الوطن.