أعلن مصدر بالأمم المتحدة أن العراق سلم أمس وثائق جديدة الى كبير المفتشين الدوليين هانس بليكس والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي وذلك خلال أربع ساعات من محادثات وصفها بليكس بالجوهرية والمفيدة مع السلطات العراقية.ولم يذكر المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته للصحفيين أي تفاصيل تتعلق بفحوى هذه الوثائق، مشيرا الى أن رئيسي فرق التفتيش يعكفان على دراستها ومن ثم مناقشتها اليوم مع الجانب العراقي.واوضح البرادعي للصحفيين: ندرس الكثير من المسائل العالقة والجانب العراقي يزودنا بالشروح حول هذه النقاط، نبحث في طريقة العمل فيما يتعلق بطيران المراقبة واللقاءات مع العلماء والمشكلات العالقة في المجالات الكيميائية والبيولوجية والصواريخ، سنرى اليوم النتائج .. وفي المساء سنكون في موقع أفضل لنعرف أين أصبحنا.
وأكد البرادعي قبيل المباحثات أن زيارته وبليكس الحالية لبغداد تمثل فرصة هامة ولكنها ليست الأخيرة لتفادي اندلاع الحرب، ستكون هناك فرص أخرى. وقال بليكس: لايزال لدينا الامل.
ووصل بليكس والبرادعي امس الى بغداد في مهمة حاسمة تستمر 36 ساعة تهدف الى الحصول من السلطات العراقية على تعاون تام مع الامم المتحدة في وقت يبدو فيه ان الولايات المتحدة الامريكية اختارت طريق الحرب. من جهته حذر الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الولايات المتحدة من شن هجوم منفرد على العراق قائلا ان عملا عسكريا تحت مظلة الامم المتحدة سيحظى بشرعية اكبر وفرص نجاح افضل. وشدد عنان على انه يتعين عدم استخدام القوة الا كملاذ اخير.
وقال انه مع ذلك فاذا خلص مجلس الامن الدولي في اعقاب التقرير الذي سيقدمه المفتشون يوم الجمعة الى ان العراق لا يتخلص من اسلحته كما نصت قرارات مجلس الامن الدولي فانه يتعين على المجلس الاضطلاع بمسؤولياته، ليس هذا امرا يخص دولة واحدة بل المجتمع الدولي بأسره. وعندما تقرر الدول استخدام القوة في غير الدفاع عن النفس لكن لمواجهة اخطار اكبر تهدد السلام والامن الدوليين فلا بديل عن الشرعية الفريدة التي يمنحها مجلس الامن الدولي.