مناسبة الحج لم تعد حدثا هامشيا في نظر الإعلام الأمريكي تقريبا منذ حرب الخليج الثانية, وتحديدا عندما بدأت محطة (سي إن إن) الأخبارية تغطية أكبر تجمع إسلامي من خلال الإعلامي المسلم رز خان الذي نجح في رسم صورة مثيرة للمناسبة في الشارع الأمريكي بخلفيته كمسلم وكمهني بارع استطاع ان يوسع مساحة الوقت الذي تخصصه محطة مهمة كالسي إن إن تشاهد في أكثر من 120 دولة في العالم لحدث إسلامي كهذا..
وأخذت المحطات الاخبارية الثلاث في أمريكا هي الأخرى تورد على الأقل خبرا عن الحج في نشراتها الاخبارية كحدث يستحق البث للجمهور الأمريكي والذي لا يتجاوز فيه عدد المسلمين ستة ملايين مسلم في بلد تعداده يقارب 280 مليونا غالبيتهم مسيحيون بروتستانت.. وكثيرا ما تساءلت عن غياب الإعلام الغربي والأمريكي تحديدا عن مناسة تعد الأكبر في العالم كل عام يتجمع ما لا يقل عن مليوني مسلم لأداء شعيرة الحج قبل أزمة الخليج الثانية.. ولماذا كانت تتجاهل وسائل الإعلام أكبر تجمع ديني في العالم كحدث جماهيري الا عندما تتخلله حوادث شغب او تفجيرات او حرائق؟! ولئن سألت أي صحافي امريكي او بريطاني عن مبررات ذلك لاجابك ببساطة ان الحدث لا يمثل أهمية او مصالح او جذبا للقطاع العريض من الأمريكيين او البريطانيين, وهذا في حد ذاته معيار مهني لا خروج عنه في عمل الإعلام التجاري في الغرب اجمالا.. في الوقت الذي كانت فيه محطات الإذاعة لراديو صوت أمريكا وراديو لندن الموجهة للجمهور العربي تعمل عكس ذلك بمتابعة رحلة الحجيج بشكل شبه يومي لمناسبة الحج..
ولعل هذا أمر مفهوم كون هذه الإذاعات الموجهة تخدم السياسة الخارجية لأمريكا وبريطانيا وتتوجه لجمهور عربي مسلم وطبيعي جدا ان تغطي له مناسبة دينية مهمة لتكسب ولاءه واحترامه في الوقت الذي تمرر من خلال التغطية وجهة النظر المنحازة او بالأصح موقف واتجاه حكوماتها أيا كانت طبيعة الحدث.. على أية حال المؤكد ان اهتمام محطات الأخبار الأمريكية تحديدا بمناسبة الحج فرضته أجندة السياسة ومصالح الحكومات في التصرف أكثر وعن قرب للإسلام السياسي مع نمو الإسلام وانتشاره كأسرع دين اليوم في أوروبا وأمريكا.. ولعل الاهتمام الإعلامي اليوم أكبر بعد الحادي عشر من سبتمبر لضخ مزيد من المواقف والآراء المسيسة مع الصور من قبل الساسة ومشكلي الرأي العام في أمريكا تجاه الإسلام والمسلمين..
تقبل الله من المسلمين واعانهم على زمن حروبهم.