قال الله تعالى في المكذبين بالرسالات السماوية ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم بالذات "فطال عليهم الامد فقست قلوبهم" اي طالت عليهم الفترة الزمنية وتعاقب الاجيال، منذ الهبوط الاول ومابين رسالة من السماء مكلف رسول بتبليغها، ورسالة اخرى، فأتت بعد جيل النبوة ومن تبعهم، اجيال لم تشهد معجزات الرسالة السابقة، وظنت ان ما يروى ماهو الا اساطير لم تحدث قال تعالى "وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا" ومنذ فجر الرسالة السماوية (القرآن) والى الآن وكثير من الناس لم يؤمنوا ولم يدخل الايمان في قلوبهم وان علت به اصواتهم، فان الايمان بوجود "الله" الاله الخالق الواحد الاحد لهي منزلة عليا لا ينالها الا ذو حظ عظيم من البشر العارفين والمدركين.
وبالامس القريب طالعتنا الصحف بخبر "عن احتراق خيمة في بر النعيرية، اصحابها من مواطني مجلس التعاون وقد اتى الحريق على كل ما بداخلها من اشياء وخاصة الاوراق ومن ضمنها النقود (41 الفا) والجوازات ولم ينج من الحريق غير كتاب الله (القرآن) لم يمسسه سوء مع انه كان معها في معمعة النيران.." اتساءل هل في وجود الله شك؟ وهل نحن بحاجة لآيات ومعجزات غير آيات ومعجزات النبوة؟ وهل اكثر مما ورد في الكتاب والسنة؟ وهذا الكون وما حوى يشهد بوجود الاله قال تعالى (ان في خلق السماوات والارض ...لآيات لقوم يتفكرون) اي القوم الذين يطلق عليهم الآن المفكرون، وقال تعالى (لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس ولكن اكثر الناس لا يعلمون)، وقال تعالى (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون) ونحن نرى الآن كثيرا من المفكرين في العالم لا يأتي تفسيرهم للظواهر الطبيعية ولا تفكيرهم بواقع الاحداث منسابا من عقيدة وجود الاله بل يأتي مقنعا ورداء الخجل من الاعتراف بالمغيبات، بدعوى ان الايمان بها مما يخالف العقل، والحقيقة ان العكس هو الصحيح. وفي كل يوم وبين الحين والآخر، تطالعنا الصحف بمثل هذه الاخبار وما ذلك الا ليزداد الذين امنوا ايمانا ولا يرتابوا يا سبحان الله، يرتابوا، يا الهي ما احلمك على خلقك البسطاء، السطحين وقصورهم وعجزهم عن بلوغ معراج سماواتك العلى. انك ايها الانسان مخلوق محدود نظرك بحد معين لا تستطيع تجاوزه مهما بذلت من مجهودات، ولذلك يبقى (الصغير جدا والكبير جدا، لا يمكن رؤيتهما بوضوح) والله كبيرا جدا واكبر من كل شىء وليس من الممكن ادراك عظمته، وضخامةمخلوقاته .. فلم تتعجب، وتعجب من قدرة الله على حفظ الاشياء وهو الذي خلقك من العدم قال تعالى: (هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) وهل هنا تفيد (قد) وهي للاثبات هنا وليست للسؤال او للعجب. هنالك اشياء موجودة في عوالم اخرى، بعيدة عنا بعدا غير مدرك في حالات ارواحنا الحالية التي تسكن الاقفاص، الاجساد، ولكننا سوف ندركها باجساد اخرى لها مادة مغايرة لمادة اجسادنا الترابية، والتي تعود لماهيتها الاولى بمجرد خروج الروح من الجسد.