بعد ان من الله عز وجل على حجاج بيت الله الحرام بالوقوف على صعيد عرفات ملبين ومكبرين بعد ان شهدوا وقفة عرفات ومع صباح هذا اليوم الثلاثاء أول أيام عيد الأضحى المبارك. استقرضيوف الرحمن مهللين مكبرين تحفهم عناية الرحمن ـ عز وجل ـ على صعيد مشعر منى الطاهر ليقضوا أيام التشريق.
وبمتابعة دائمة ومستمرة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ تم انفاذ مراحل الخطة العامة التي وضعتها المملكة العربية السعودية لحج هذا العام والاطلاع المستمر على تقارير مراحل تحركات جموع الحجيج حتى استقر الجميع على صعيد منى وتشرق شمس هذا اليوم المبارك عيد الأضحى وقد ازدانت منطقة منى باكتمال وفود حجاج بيت الله الحرام على صعيدها الطاهر. ومشعر منى ذو المساحة الاجمالية البالغة ستة ملايين متر مربع حيث تشكل الجبال فيها مليوني متر مربع أمسى هذه الليلة المباركة مدينة عصرية وبين جبال منى وعلى سفوحها وجنباتها اصطفت خيام حجاج بيت الله الحرام كعقود اللؤلؤ في مشهد يعبر عن توحيد الخالق جل جلاله لا فرق بينهم ولا فضل لأحدهم على الآخر إلا بتقوى الله.
ينعم حجاج بيت الله الحرام في هذا المكان الطاهر بما وفرته لهم حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين من خدمات شاملة ومتكاملة ليؤدوا مناسكهم في مزيد من السهولة واليسر. وقد وفرت جميع قطاعات الدولة بتوجيهات من الملك المفدى وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وبمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا كافة الخدمات التي يحتاجها حجاج بيت الله الحرام وكافة المستلزمات من مواد غذائية وصحية ومياه شرب فضلا عن الحالة الأمنية المستقرة التي ينعم بها ضيوف بيت الله الحرام دون أية عوائق تذكر ولله الحمد. وقد ازدانت شوارع منى وانفاقها وجسورها بمئات الآلاف من أعمدة الاضاءة التي جعلت هذا المكان درة بين الجبال تشمل كل مقومات أكثر المدن العالمية تطورا بل وبشكل أكبر وأوفر من ذلك قياسا بهذا العدد الكبير الذي يقيم في مكان محدود وزمن محدد ويتحرك في ساعات قليلة ومحددة أيضا.كما توافرت في منى المواد التموينية لهذا العدد الكبير ولله الحمد وتوافرت مياه الشرب المبردة وكذلك تم توفير الخدمات الصحية عبر عشرات المستشفيات والمراكز الصحية جميعها في متناول من يحتاج اليها.. كما تم توفير الخدمات الهاتفية ليطمئن حجاج بيت الله الحرام على أهليهم وذويهم بالاضافة الى ما هيىء لهم من وسائل ووسائط انتقال تتوجها عناية الله سبحانه وتعالى ثم جهود رجال مخلصين تتابع خدمتهم ليلا ونهارا لكل ما يحقق لهم المزيد من الطمأنينة. وتتكون المخيمات من صفوف منظمة ومتلاحمة من الخيام التي تحيط بفناء متسع تقام فيه خيمة عامة للاستقبال والصلاة وأيضا لتناول الطعام ويتم تخصيص جزء لاعداد الطعام في مكان آخر من الفناء وتبعد عنه أماكن دورات المياه وتتراوح احجام المخيمات بين 10 الى 500 خيمة تبعا للمطوفين وقدراتهم وعادة تكون الخيمة مربعة الاضلاع 4 * 4 امتار مربعة.
منطقة الجمرات: تقع في الجزء الغربي من منى ومساحتها 20 هكتارا وبها الجمرات الثلاث الجمرة الأولى وهي جمرة العقبة في غرب الوادي على الممر الضيق المؤدي الى مكة المكرمة تليها الجمرة الوسطى على مسافة 130 مترا وتقع على البعد نفسه للجمرة الصغرى. ويقصد جموع الحجاج منطقة الجمرات أيام التشريق تمشيا مع سنة ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام وتعتبر منطقة الجمرات هي المنطقة السكنية بمنى حيث تسكنها جماعات قليلة في وقتنا الحاضر.
منطقة النحر: وهي المنطقة المخصصة للأضاحي وكانت في الماضي بالقرب من الجمرات حيث يقوم الحاج بالذبح بعد رميه جمرة العقبة الكبرى وهو في طريقه لأداء طواف الافاضة بالحرم المكي او عند عودته منها وقد نقلت منطقة النحر الى شرق وادي منى وخصصت لها مساحة وعملت لها تصاميم تفي باعداد الحجاج المتزايدة عاما بعد عام وامتدت تلك المنطقة من خلال مجازر المعيصم في الشمال والشرق والجنوب الشرقي.
مسجد الخيف: ويقع جنوب غرب منطقة الجمرات على بعد 100 متر وكان مسجدا صغيرا له قبة.. تم انشاؤه في المكان الذي اقام فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمته.. وفي وقتنا الحاضر أنشىء مسجد ضخم يتسع لاعداد كبيرة من الحجاج تقام فيه صلاة عيد الأضحى لمن لم يذهب الى المسجد الحرام وأيضا تقع مقبرة الحجاج بمنى في الناحية الجنوبية الغربية من المسجد, حيث انتقل حجاج بيت الله الحرام من عرفات ومن ثم الى مزدلفة فمنى في مزيد من السهولة والانسيابية بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل ما هيأته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده من امكانات ضخمة وترتيبات متميزة لتأمين انتقال وفود بيت الله الحرام بين المشاعر المقدسة وهم يتفيأون وينعمون بالأمن والأمان والراحة والطمأنينة, حيث تم توفير المواد الغذائية والتموينية والمياه العذبة المبردة بدرجة تفوق الاحتياجات الأساسية لجموع الحجيج.