أخبار متعلقة
احتفل المسلمون صباح أمس الثلاثاء بحلول أول أيام عيد الأضحى المبارك في وقت تسيطر فيه أجواء الحزن والقلق على الجميع انتظارا لحرب شرسة يتوقع أن تشنها الولايات المتحدة على العراق يمكن أن تغير شكل المنطقة بالكامل.
ورغم استعداد المساجد والساحات منذ وقت مبكر لاستقبال المصلين لأداء صلاة العيد.. إلا أن مظاهر البهجة غائبة عن العواصم العربية بلا استثناء حيث يتواصى المسلمون بأن تقتصر مراسم العيد على شعائره، مراعاة للأزمة الطاحنة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والتي يترقبها الشعب العراقي.
أما في فلسطين المحتلة، فقد فرضت وزارة الدفاع الاسرائيلية مساء الاثنين حظر تجول كامل في كل الاراضي الفلسطينية وألغت تدابير تخفيف قيود كانت قد اعلنت عنها سابقا لمناسبة عيد الأضحى حسب ما اعلنت اذاعة الجيش الاسرائيلي ليصبح الفلسطينيون بذلك سجناء في بيوتهم خلال العيد.
ونقلت الاذاعة عن وزير الدفاع شاوول موفاز ان التدبير تقرر بسبب تعزيز التهديدات بشن هجمات على نطاق واسع في اسرائيل خلال الأيام المقبلة.
وتحدثت صحيفة "يديعوت احرونوت" نقلا عن مصادر أمنية في موقعها على الانترنت عن "دفق متواصل من التحذيرات حول هجمات كبيرة تخطط لها منظمات فلسطينية تقيد من تدابير التخفيف".
ونصحت الشرطة الاسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) بفرض الاقفال التام على الاراضي الفلسطينية.
ورفض متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ردا على سؤال لفرانس برس التعليق على هذه المعلومات.
ووضعت الشرطة الاسرائيلية في القدس مساء الأحد في حال تأهب قصوى خشية شن هجمات فلسطينية.
بغداد .. عيد بلا عيد
أما في بغداد.. فإن سكانها واصلوا خلال الأيام الماضية الاستعداد للاحتفال بعيد الأضحى فيما يزداد اقتناعهم بان الضربة الامريكية قـادمـة ولـو انـهم ما زالوا يمنون النفس بتجنب هذه الحرب التى تؤكد كل المؤشرات انها لن تتأخر كثيرا.
ويقول سلمان (34 سنة) "نحن نستعد لهذه الحرب التي تبدو حتمية والتي يبدو ان الولايات المتحدة تصر على غلق جميع ابواب الامل لايجاد حل لها". ويلخص هذا السائق، الشعور العام لدى العراقيين الذين اصبحوا على يقين بان الولايات المتحدة ستهاجم بلدهم في نهاية المطاف على الرغم من جميع الجهود الدولية الحثيثة لحل الازمة بصورة سلمية وعلى الرغم من وجود المفتشين الدوليين على الارض .
واضاف سلمان وقد اصطحب معه زوجته وطفليه للتسوق وشراء ملابس العيد الجديدة للاطفال "رغم هذا نحن نمارس حياتنا الطبيعية وهأنذا مع اطفالي لنتسوق ونشتري الملابس لنحتفل بالعيد وكأن شيئا لن يحدث".
وقال "يجب ان نعيش حياتنا بصورة طبيعية والا ندع فرصة للاميركيين ليفسدوا حياتنا اليومية والطبيعية بحربهم النفسية والاعلامية اليومية المستمرة منذ اشهر طويلة".
وتستمر احتفالات الاضحى التى يحتفل بها العالم الاسلامي ثلاثة ايام حتى الجمعة وهو موعد التقرير الحاسم الذي سيقدمه رئيسا لجان التفتيش هانس بليكس ومحمد البرادعي الى مجلس الامن.
اما خالد (40 سنة) رب اسرة واب لاربعة أطفال فيقول من جانبه "نحن لسنا خائفين من الحرب التي تتحدث عنها امريكا، فليضربوا متى شاءوا وسنكون لهم بالمرصاد، هذه بلادنا وارضنا ونحن لا نقبل ان يدنس احد هذه الارض الطاهرة".
ويضيف "لقد هيأنا كل شيء والدولة وزعت علينا حصصا غذائية تكفينا عدة اشهر، ونحن ايضا قمنا بتخزين ما نستطيع". وكان وزير التجارة العراقي محمد مهدي صالح قد اعلن في الثامن من الشهر الماضي ان وزارته وزعت حصصا غذائية تكفي لثلاثة اشهر على كل اسرة عراقية عدا الحصة الشهرية التي توزعها الوزارة، تحسبا لهجوم امريكي محتمل.
يذكر ان وزارة التجارة توزع منذ 1990 مواد غذائية اساسية على جميع المواطنين العراقيين والمقيمين من العرب والاجانب شهريا بموجب بطاقة تموين وباسعار مدعومة وذلك لمواجهة تدني مستوى المعيشة الذي انهار بسبب الحظر الدولي.
ويتابع خالد الذي بدا منشغلا هو واطفاله في اختيار الملابس الجديدة التي اكتظت بها المحلات والارصفة "اننا لم نفقد الامل في ان الجهود الخيرة يمكن ان تضع حدا لهذه التهديدات الامريكية وتجد حلا سلميا للازمة لان الحرب لا سمح الله ان وقعت فأنها ستؤذي الجميع وليس العراقيون فحسب".
وقد تراجعت القدرة الشرائية للطبقات الوسطى خلال السنوات الاثنتي عشرة الاخيرة بسبب العقوبات الدولية متعددة الاشكال المفروضة على العراق ، وبلغ مستوى صرف الدولار هذا الاسبوع في بغداد 2035 دينارا عراقيا بينما كان الدينار العراقي يساوي أكثر من ثلاثة دولارات قبل دخول القوات العراقية الى الكويت سنة 1990 .
ويؤكد محمد وهو بائع ملابس ان السوق يشهد حركة مزدهرة هذه الأيام رغم التهديدات الامريكية ضد العراق. ويضيف "الناس يريدون ان يعيشوا حياتهم اليومية وهم على الاقل هذه الايام لا يكترثون بالتهديدات ويريدون ان يعيشوا فرحة العيد".
واوضح انه "رغم ارتفاع الاسعار يصر الناس على شراء ملابس جديدة لاطفالهم كما هي العادة".
اما جنان (25 سنة) فتقول "انا لا اعرف لماذا كل هذا التركيز على العراق وكل هذه الحملة الاعلامية حول اسلحة العراق المزعومة وهذا الوعيد والتهديد باستعمال القوة".
وتابعت "لماذا لا يدعون المفتشين الدوليين يعملون ويدعوننا نحن ايضا في سلام .. لماذا لا يدعون العالم كله يعيش بسلام".
وقالت اخيرا "العيد على الابواب ولسان حال الجميع يقول: عيد باية حال عدت يا عيد".
وعراقية أمام قبر ابنتها.. في بغداد