هذا الحوار لا تنقصه الصراحة، يحمل بين سطوره شيئا من الحلم.. شيئا من الحقيقة.. الأستاذ محمد بن أحمد الشدي عمل في الصحافة ويترأس حالياً جمعية الثقافة والفنون.. وبين هذا وذاك مزيج من التجارب الصحفية الثقافية.. من هنا قد يجد القارئ ما يبحث عنه سواء للأستاذ الشدي أو عليه. في هذا الحوار يعلن الشدي عن نضوجه المبكر.. وتجربته الصحفية المبكرة مع شقيقه علي.. التي تذكرنا بثنائية الأخوين مصطفى وعلي أمين.
الشدي ـ وعلى مسئوليته ـ يرى أن له الفضل على كثير من الصحفيين، وأنه حرم من التكريم أو حتى 3 سطور في شهادة تثبت عمله في الصحافة، ولم تعط تجربته الصحفية حقها الكامل من الإنصاف.. هنا يتحدث عمن تنكروا له.. ومن كادوا له من الصحفيين وعن غمزهم ولمزهم فيه.
يتحدث عمن كان له الفضل في دخولهم عالم الصحافة والكتابة الصحفية، حين فتح لهم أبواب مجلة اليمامة، التي أصدر منها أول ملحقين اقتصادي ونسائي على مستوى الصحافة السعودية، يتذكر من ثبطوه وتنبأوا بفشله الذريع.
كما يروي جانباً من قصته في مناطق التوتر العسكري في باب المندب، حين أطلقت عليه وزميله علي محمد العمير النار من قبل الفدائيين الفلسطينيين في منطقة الكرامة الأردنية.
هوايات الطفولة
للطفولة هواياتها.. هل نستطيع معرفة هواياتك؟ وكيف حصلت على المعرفة؟
ـ لا أعتقد أنه تصاحب النضوج المبكر ـ كما حصل معي ـ هوايات، إلا أن السباحة كانت من اهتماماتي المبكرة، ثم جاءت (الطامة الكبرى)، الهواية التي غرسها والدي (رحمه الله) في نفسي تلك ( القراءة)، عندما جلب لمنزلنا أول جريدة من مكة المكرمة، وحفظها حتى كبرنا. ومن ثم توالت الكتب التي يأتي بها إلى المنزل، ومن ذلك جاءت هواية حب الكلمة التي غطت على كل شيء في حياتي إلى هذا اليوم!
وعندما أثمرت القراءات المختلفة. عملت مع أخي علي صحيفة حائطية في البيت.. وعند زيارة أحد أصدقاء الوالد، وأذكره جيداً واسمه سالم بن نوح (رحمه الله)، ومشاهدته صحيفة الحائط تلك قال: أحمد ـ مخاطبا الوالد ـ ولداك سيعملان في الصحافة، فكن معيناً لهما.
وعودة إلى سؤالك عن التحصيل واكتساب المعرفة، والانطلاق في هذه الحياة، فحسب قناعتي وثقافتي. فقد كانت البداية على الشكل التالي، وكما ألمحت قبل ذلك. وبعد عملي في الصحافة حصلت على دورات في مجال عملي، ففي عام 1971م التحقت بدورة إعلامية وصحفية في بيروت، ونلت شهاداتها. وفي عام 1972م تدربت على القيادة الإعلامية والصحفية في القاهرة، ولي صداقات قديمة مع عدد من الكتاب العرب في مصر وبيروت وسائر الأقطار العربية، وهي مستمرة إلى يومنا هذا والحمد لله.
وقبل ذلك وعندما أتيحت لي الفرصة عملت في جريدة المدينة، أثناء رئاسة الأستاذ القدير هشام حافظ تحريرها بمكتبها بالرياض، وكتبت في اليمامة إبان عهد الشيخ حمد الجاسر (رحمه الله) والأستاذ سعد البواردي، وفي جريدة القصيم أيام مؤسسها عبدالله العلي الصانع(رحمه الله)، وإشراف التحرير كان للأستاذ عبدالكريم الجهيمان والأستاذ عبدالعزيز العبدالله التويجري، وفي الجزيرة برئاسة شيخنا أمد الله في عمره عبدالله بن خميس والأستاذ علي محمد العمير... وفي مجلة المالية أيام وثبتها، وكان يرأس تحريرها أيضا أستاذنا عبدالكريم الجهيمان، ومعه نخبة ممتازة من الكتاب أمثال الدكتور عبدالله القباع، يوسف الكويليت والدكتور إبراهيم العواجي.
أما صحيفة قريش للأستاذ الجليل احمد السباعي، الذي كثيرا ما تمنيت على ابنيه الأخوين زهير وأسامة، أن يعملا من أجل اسمه ومكانته الأدبية أي شيء يذكر، فقد كان لنا نحن شباب القلم في ذلك الوقت نعم المعين، وكان أخونا عبدالله عبدالرحمن جفري، هو صاحب الصفحة الأدبية في (قريش)، والمنادي عليها، وكان رحب الصدر، يعود كل من انس فيه موهبة، أو رغبة في الكتابة.. وفي (الرائد) صحيفة زميلنا العزيز في الهم الثقافي عبد الفتاح أبو مدين، شاركت معه ومع أخوة آخرين في الكتابة معهم في تلك الأيام الخوالي.
صحافة المؤسسات وماذا عن بداية عملك في المؤسسات الصحفية؟
ـ في عهد المؤسسات الصحفية كتبت ضمن كتاب يوميات جريدة الرياض، في عهد رئيس تحريرها الأستاذ عمران بن محمد العمران، وفي عام 86هـ كلفني معالي الشيخ عبد الله بن عدوان (رحمه الله) رئيس مجلس إدارة مؤسسة اليمامة الصحفية في ذلك الوقت، بالعمل بمجلة اليمامة. بعد تحول ملكيتها بثلاث سنوات إلى نظام المؤسسات الصحفية، ووجدت ذلك التوجيه الدائم الكريم والمخلص من ذلك الأمير المثقف النبيل سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، الذي شملني باهتمامه في وقت عملي الصحفي وبعده. وقال عني ما لم أنساه أبدا. عندما زار مؤسسة اليمامة الصحفية، بعدما تركت رئاسة تحرير اليمامة.. قال: كان لي بينكم صديق. كان له دور في الصحافة الحديثة في الرياض، وقد عملت مع أخوة لي كرام في الإدارة والتحرير ـ آنذاك ـ على إصدار اليمامة، وكانت متوقفة تماماً، وتحويلها من صحيفة نصف شهرية في 12 صفحة إلى مجلة ملونة من 86 صفحة. وتطبع أكثر من 20 ألف نسخة، وتصدر كل يوم جمعة، وعند استلام سمو الأمير سلمان أول عدد جديد من اليمامة المطورة في ذلك الوقت أرسل لي رسالة. وكذلك أرسل لي سمو الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض خطاباً أخوياً صادقا، يثني على دور اليمامة. وقد صدر عنها آنذاك ما يعتبر أول مجلة فكرية أدبية (ملف اليمامة الثقافية). وكان من ابرز كتاب ذلك الإصدار الأدبي معالي الأخ عبدالعزيز السالم، والشيخ عبدالله بن خميس، والأستاذ الأخ عمران محمد العمران، ومعالي الأخ احمد الضبيب وغيرهم.
وعمل معي فيه عدد من الأخوان الذين بذلوا جهوداً كبيرة في ذلك العمل وهم: عبدالله بن عبدالرحمن السليمان (كان سكرتيراً للتحرير)، عبدالله الماجد، علوي الصافي، سعد الحميدين، وغيرهم الكثير. وفي عام 1968م أصدرت اليمامة ملحقاً اقتصادياً، هو الأول من نوعه. وقد كتب افتتاحية العدد معالي الشيخ عبد الله بن عدوان مدير عام مؤسسة اليمامة آنذاك، وقال: يسعدني أن أقدم هذا العدد الخاص من اليمامة، والذي يعكس جزءا من التقدم الذي حققته بلادنا بفضل الله. وكتبت كلمة اليمامة الاقتصادية، قائلا: حينما بدأنا فعلياً في تنفيذ وإصدار هذا العدد الاقتصادي اتصل بي أكثر من واحد من زملاء المهنة، مؤكدين فشل هذه الفكرة، إذ أنه ليس هناك رابط بين الأدب والاقتصاد... هكذا قالوا... واليمامة عرفت بالطابع الأدبي فكيف بها تهتم بالاقتصاد، وتطلق الأدب، وبهذه السهولة سمعت هذه الكلمات، وأكثر منها من أدوات التثبيط والحق يقال فقد وضعت يدي على قلبي. وكتب فيه أيضا كل من معالي الأستاذ محمد أبا الخيل (وزير المالية السابق)، الأستاذ عابد شيخ (وزير التجارة آنذاك)، معالي الأستاذ الدكتور يوسف نعمة الله، الأستاذ بكر خميس، الأستاذ عمر العقاد، الأستاذ علي الراشد، الأستاذ أبو صبي، المهندس محمود طيبة، معالي الأستاذ جميل الحجيلان، معالي الأستاذ حسن المشاري، معالي الأستاذ فيصل الشهيل. وقد استفاد من هذا الإصدار الاقتصادي أحد طلابنا في الخارج، لنيل الماجستير في الاقتصاد السعودي. ثم أصدرت اليمامة ملحقاً نسائياً، يعد الأول في المملكة باسم (هي)، وبعد 6 أعداد توقفت، وقد اسهم فيها عدد من الكاتبات السعوديات، وهن: الدكتورة خيرية البراهيم السقاف، حصة محمد التويجري، فريال كردي، فوزية البكر، نوال بخش.. وغيرهن. وسوف أعود إلى موضوع اليمامة،وقصتي معها، ومن عمل فيها معي ومن قبلي، ومن بعدي في وقت قادم بحول الله، مع إيماني بأن الصحافة الناجحة هي التي لا تعترف بالحدود، وتنظر للمستقبل بكل تطلع وحيوية وإقدام.
احتراف
كيف بدأت العمل الصحفي بشكل احترافي؟
ـ عملت رئيساً لتحرير مجلة اليمامة - كما ذكرت ـ من عام 1386هـ وحتى عام 1397هـ، وأجريت أحاديث صحفية اعتز بها مع كل من خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد وصاحب السمو الملكي النائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية. ثم أجريت أحاديث مع عدد من الزعماء العرب. وهنا أذكر نقطة هامة، وهي ان هناك شخصيات تحب وتسعى إلى دعم الأعمال الوطنية، ومن ضمنها الصحافة، ومن أبرز هؤلاء سمو الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس مجلس الإعلام الأعلى، الذي كان ولا يزال داعماً قوياً للعمل الصحفي.. وقد لمست ذلك أثناء عملي الصحفي، عندما عرضت على سموه ظروفاخاصة كانت تمر بها مؤسسة اليمامة الصحفية، فأبدى سموه وقفة لا تنسى في هذا المجال، حيث ذلل جميع الصعاب المالية والمعنوية.. ثم هناك العديد ممن وقف مع الصحافة الوطنية في هذه البلاد، ومنهم الأخ محمد أبا الخيل (وزير المالية السابق)، الذي زار مؤسسة اليمامة الصحفية ذات يوم زيارة خاصة، وليس بصفة رسمية مع صديقه وعضو المؤسسة معالي الأستاذ ناصر المنقور(شفاه الله)، وعندما اطلع على حجم العمل في ذلك المشروع، وشاهد المطابع الجديدة أوصى بإعطاء سلفة للمؤسسة من قبل الدولة، أتت في وقتها، وعمد بنك الرياض بعمل التسهيلات لإتمام ذلك، ليقوم مشروع المؤسسة الأول في شارع الخليج، الذي اعتبره أساس انطلاق المؤسسة ونجاحها إلى اليوم. وبحكم عملي الإعلامي طفت معظم مناطق بلادي الغالية... ولقد زرت في الداخل مناطق الأحساء، عسير، القصيم، حائل، الزلفي، وادي الدواسر، السليل، أطراف الربع الخالي، عالية نجد، المدينة المنورة والطائف، وكتبت عن معظم هذه البلاد، لأنني أدرك أن مهنة الصحافة مثل الزراعة تموت وتتخشب بدون حركة وحيوية وتطلع.. كما حضرت عددا من مؤتمرات القمة العربية في كل من القاهرة، والمغرب، والجزائر وتونس. وكذلك زرت كلا من: الباكستان والجزائر، ضمن الوفد الإعلامي المرافق لجلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز (رحمه الله)، وزرت ضمن وفد إعلامي مصاحب لجلالة الملك خالد بن عبدالعزيز (رحمه الله) مصر والسودان.. ثم زرت بعض النقاط الساخنة في ذلك الوقت مثل باب المندب في اليمن وغور الصافي في الأردن، عندما قمت مع الأخ علي محمد العمير نائب رئيس تحرير البلاد بزيارة لقواتنا السعودية المرابطة على الحدود مع العدو الإسرائيلي هناك.. وقد كدنا نهلك أنا وعلي العمير، ونذهب ثمناً لشجاعتنا الصحفية، وذلك أثناء جولتنا في منطقة الكرامة، مع مرافق من وزارة الإعلام الأردنية. فقد أطلقت النار علينا من عناصر فدائية قريبة، وقد احتمينا بسيارتنا الأردنية ونجونا بأعجوبة. ثم تركت اليمامة في أيد أمينة... وترجلت عن حصان الصحافة، حيث توليت بعد ذلك بدعوة كريمة من سمو الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) رئاسة مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، وعملت حسب التوجيه الكريم حتى أصبح لها 12 فرعاً في أنحاء المملكة، وعدد من المراكز الثقافية، ويصدر عنها عدد من المطبوعات، بالاضافة إلى إشرافي على نادي القصة السعودي الذي يعمل داخل الجمعية. وأشرفت على مجلة التوباد الدورية وملاحقها الفنية والثقافية. وكذلك على مجلة الجيل وملحقها الشهري الطفل، وكذلك سلسلة المكتبة السعودية.
بحوث
ما البحوث والمساهمات الفكرية لديك؟
ـ ليّ بحث عن مدينة الرياض بعنوان (مدينة في القلب)، مقارنة بين الماضي والحاضر. وبحث نشر عن مستقبل التنمية الثقافية، كما قمت بإعداد وترتيب ديوان الشاعر حمد الحجي (عذاب السنين)، وقدمت له دراسة وافية عام 1409هـ، كما أعددت ديوان (نوح الحمام) للشاعر محمد بن حمد بن عسكر. أما بالنسبة لمساهماتي الثقافية فهي مساهمات متواضعة على المستوى المحلي والعربي وحضور الندوات والمؤتمرات، وشاركت ضمن وفود المملكة في مؤتمرات وزراء الثقافة العرب ومؤتمرات وزارة الثقافة بدول مجلس التعاون الخليجي. وكذلك محاضرات في الداخل في مجال الثقافة. وفي عام 1996م ساهمت بمحاضرة ضمن موسم أصيلة الثقافي بالمغرب بعنوان (الإبداع الثقافي كيف ولماذا؟)، إضافة إلى بحث نشر مختصرا بعنوان (حجر اليمامة)، فيه ملامح تاريخية وجغرافية. كما كان لدي عدد من المخطوطات والكتب المعدة للنشر، أهمها رحلتي مع الصحافة التي نشرت على حلقات في عكاظ وفي وقت سابق ومسرحية اجتماعية ورواية لا تزال قيد الاستكمال وقصة طويلة بعنوان (سنة الرحمة) التي حولت إلى عمل درامي ومسرحي- ولدي كذلك عمل مسرحي تاريخي بعنوان (فتح الرياض) ورواية بعنوان (باب الغواص) وكذلك (فراسة قني) عبارة عن قصص وهواجس من الزمن القديم تحت الإعداد وخطوات على جبال اليمن، وهو كتاب عن رحلة صحفية قمت بها إلى اليمن في التسعينيات الهجرية. ومن الطريف أن عنوان تلك القصة الطويلة التي لدي (سنة الرحمة) قد سطي عليه بشكل مريع وغير حضاري، رغم أنني قمت بنشر المادة في مجلة التوباد، وهذا يعتبر تسجيلاً لأحقيتي، فذلك الاسم أخذه أحدهم ليضعه على مسلسل، والآخر أخذه مع شيء من التحريف وسيضعه على فيلم طويل، وقد أقحم الاسم على المادة بطريقة تشعر بأنها مفتعلة أو مركبة، وأما عنوان (خطوات على جبال اليمن)، فقد وثقته في كتيب صادر عن مطبوعات دار الوطن للنشر بالرياض قبل ما يزيد على 10 سنوات.
المتبرع المجهول
ما القصة التي مازالت عالقة في ذهنك؟
ـ الوفاء بكل أشكاله، الذي كان موجوداً ثم اختفى مع هذا العصر، إلا ما ندر، وأبرز ما في ذهني هو ذلك الشاب العربي المسلم الذي يمنحه والده 5 ريالات لمصروفه في المدرسة، ثم يتبرع بها لكل محتاج في بلادنا، وغيرها من البلاد التي يوجد فيها اضطهاد.. ثم يستلف مني 5 أخرى، ويدفعها لهم، إنها الأثرة وحب الخير المغروس في نفوس أبناء هذه البلاد الخيرة... وقد حدث أمامي في أيام الدراسة مثل هذا الموقف الذي لا أنساه. لقد ظلت تلك الصورة على جدار قلبي الصغير، ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن، وأنا أكن احتراما لصديقي العزيز، الذي اصبح الآن في منصب كبير.. هل أقول لكم من هو ذلك الصديق.. بودي أن افعل، لولا خوفي من أن يكون لا يريد، فأنا أعلم أنه تبرع لصالح القضية الفلسطينية ولصالح المجاهدين في كل مكان بمبالغ كبيرة تحت اسم فاعل خير.
عادات
ما العادات التي تحرص عليها؟
ـ كثيرة جدا هي العادات التي أحبها، ولكنها اندثرت، ومن أهمها عندي عادة التواصل والبر والعطف والرحمة والتسامح بكل أشكاله، خاصة في أيام الأعياد. وثمة شيء احن إليه دائما، وهو رائحة ثوب العيد الجديد والقيام المبكر صباح العيد، فأنا ـ ولله الحمد- أحافظ عليها و أحث من حولي على التمسك بها ففيها نشوة وتجديد للنفس وتطلع إلى غد جميل... فعلينا حث الشباب ولفت نظرهم إلى مباهج الحياة المباحة والتمتع بها خاصة إذا كانت المناسبة تمر على الإنسان وهو في وطنه وبين أهاله ومحبيه فهي متعة لا حدود لها.
هموم
كيف كانت همومك في السابق؟
ـ همومي في مرحلة الشباب كانت بسيطة جداً، وهي كيف ارضي والدي، واثقف نفسي، وأحافظ على التوازن الاجتماعي الذي أعيشه، لم يكن لجيلي أية هموم كبيرة، أو تطلعات وطموحات أكبر من إمكاناتنا في ذلك الوقت.. وقد مرت الأمور معنا بسيطة جدا، ويكفي أنه كل حسب ظروف والده يسير، ويذهب إلى المدرسة، إما على قدميه، أو على دراجة، وهذا آخر مطالبنا. والذي أثار فضولي في تلك المرحلة هو قناعة الناس بما هم فيه من عيش وحياة، فتجد أن أحدهم يحكي لك أنه قد حج ماشياً ما يزيد على 2000 كيلومتر على قدميه، وهو راض بذلك أشد الرضا. أما فضولي اليوم فأنا أتعجب من إقبال الناس على الحياة الطبيعية في ذلك الوقت.. وكيف أنهم قد كيفوا حياتهم على قدر المتاح عندهم من وسائل العيش، وهي بالطبع تتسم بالبساطة المتناهية، مثل الفسحة في المزارع والسباق في الأودية والقيام بالرحلات البرية.. والتزاور اللطيف والنوم مبكراً، وكل هذا اختفى، أو يكاد في هذه المدن الأسمنتية.. وعلى هذا ـ وكما تقول المعادلة ـ إنه كلما اتسعت المدن وغرس فيها المزيد من الناطحات، كلما ضاقت الأنفس بها والعياذ بالله.
شوق الثقافة
إلى أي مدى أنت مهتم بالثقافة؟
ـ الاهتمامات الثقافية التي تسألني عنها هي السحر والشوق، الذي غدا أو ذهب فمن (يجيبه)، وهي رحلة شاقة دامية بين مفاوز الكلمة وهبوب الصحراء الجارحة للشفاه والعيون، لما تحمله من الجلاميد والشبوب قطع الثلج المتساقط مع المطر في يوم عاصف رحالة من بلاط الصحافة إلى رمال الثقافة المتحركة، هذا هو السحر.. الذي تغلب على جميع توجهاتي فتعلقت بهذه القشة التي قصمت كل تطلعاتي المتعددة، وربطتني مع هذه الساقية بعجلة الثقافة التي تلف بي إلى ما لا أعرف.. واغرب ما في هذه النشبة أنك تدور معها، وأنت مبسوط كما الطفل في مرجيحته ودوامته التي تلف به ومعه!!
إبداعاتي ليس لي إبداعات بهذا المعنى، وإنما هي محولات مني للإسهام في نهضة بلادي، بما ادعي أنني أعرف فيه، وهو ميدان الكلمة والكتابة، وقد ذكرت لكم في بداية هذا الحديث بعض مساهماتي، وما لدي من مقالات ومخطوطات سوف ترى النور عندما يحين وقتها، أولا تراه العلم بيد الله... ليس هناك حاجة بالمعنى الحقيقي إلا وتعتريها صعوبات، خاصة من هو في مجال مثل مجال الكتابة والصحافة والثقافة، وعشاق هذه المجالات كثر. وقد مر عليّ الكثير من ذلك بل إن بعض تلك المشاكل ليست سهلة، وقد تجاوزتها ـ بحمد الله ـ أثناء عملي الصحفي والثقافي.. وان كان هناك من أهمية لمثل هذه الصعوبات، فإنني سوف احتفظ بها لنفس لارتباطها بالعديد من الأشخاص الذين أقدر لهم ظروفهم في ذلك الوقت، فيما يكون قد التبس عليهم بخصوصي وقتها من أمور، أرجو أن تكون قد وضحت لهم، لأنها مما يجعلني احتفظ بودهم وأخوتهم. دعني أقول لك إنني في عملي الحالي قد أتيحت لي فرصة التعامل مع شخصيات مبهرة علمية وفكرية في داخل بلادي وخارجها، ولعل أبرزها شخصية سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز(رحمه الله)، عندما كلفني صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) في مقابلته والبحث مع سماحته في مسألة سوق عكاظ في الطائف، وتفضله (رحمه الله) وتبسطه معي، واكتشافي شخصيته وسماحته الأدبية، وكيف أنه يحفظ الكثير من الشعر العربي، لقد كان سماحته قمة في التعامل، الذي ليس بغريب على عالم كبير مثله، وكيف أنه قد وجه بإعادة دراسة ذلك الموضوع، بعد أن شرحت له أنه لن يقام في ذلك السوق ـ إن قدر له أن يرى النور مرة أخرى ـ إلا ما يرضيه، وما يتسق مع توجهنا في هذه البلاد، وفي إطار الحدود الشرعية التي تخدم فكر هذه البلاد وثقافتها الأصلية والموافقة، وتوجيهي بشكل أبوي. ذلك موقف من سماحته لا أنساه، ثم تبسطه معي... لقد خرجت من تعاملي مع من حولي بعدد كبير من الصداقات والمعارف الجميلة، التي سأظل بكل اللحظات التي جمعتني بهم، وهي بلا شك ليست براعة مني وعلم، هي الفرص الجميلة التي أتاحت لي العمل معهم، وهي رحمة من الله، وصدفة تاريخية، أنا الذي سعدت بها بأن عملت وتزاملت مع اخوة أعزاء في مجلة اليمامة، وفي مقدمتهم معالي الشيخ عبدالله بن عمران (رحمه الله)، والشيخ محمد بن سلطان، والشيخ حمد الجاسر ـ رحمه الله ـ والأستاذ أحمد الهوشان. وقد شاركني الكتابة في مجلة اليمامة عدد من الكتاب والكاتبات، ومنهم معالي الشيخ حسن آل الشيخ (رحمه الله)، وسعادة الشيخ عبدالله بن خميس، الشيخ عثمان الصالح، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري، الدكتور عبدالله بن ناصر الوهيبي، الشيخ أبو عبدالرحمن ابن عقيل، محمد حسن عواد، الدكتور غازي القصيبي، الدكتور سليمان السليم، الشيخ فهد المارك، محمد حسين زيدان، علي فدعق، طاهر زمخشري، علوي طه الصافي، ناصر بوحيميد، سعد البواردي، عبدالله بن إدريس، عبدالله الشهيل، عبدالله نور، خليل الفزيع، الأستاذ الدكتور محمد الشويعر، محمد العصيمي، راشد الجعيثن، يوسف الكويليت، فوزية أبو خالد، محمد رضا نصرالله، حسين عبي ، الشاعر علي النعيمي، محمد الوعيل، محمد أبا حسين، صالح عبدالرحمن الصالح، الأستاذ مشعل السديري، محمد بن ناصر السمري، فاروق بن زمة، محمد الحمدان، الأخ احمد الصالح مسافر، ناصر بن جريد، جار الله الحميد، الأستاذ محمد علوان، محمد جبر الحربي، الدكتور علي الدفاع، معالي الأستاذ عبدالرحمن محمد السدحان، الدكتور عبدالواحد الحميد، عبدالله جفري.
تدريب صحفي وكيف رحلتك في التدريب الصحفي؟
ـ في بيروت بهرني العمل الصحفي، وقد عملت مع ياسر هواري، فاروق البقلي، محمد السماك وغيرهم، وتعرفت على فؤاد مطر، سليم اللوزي، سمير عطا الله، إلياس الديري، جهاد فاضل ومصطفى ناصر. ومن دار الحوادث كان اختيار العناوين مدرسة قائمة، مثل عناوين الحوادث كميل كما وأبرزها عنوان (السلام المسلح.. الثعلب العربي في البلاد الفارسي).. ولقد استفدت من لعبة العناوين، ومن اختصار الجمل... وقد أتاحت لي جولاتي الكتابة عن الدنيا ومن فيها... هناك كتاباتي عن اليمن، مصر، الأردن، لبنان والمغرب، ومناطق في الداخل لازلت احتفظ بها.
مكائد
وماذا عن المكائد الصحفية؟
ـ أما موضوع المكائد الصحفية فهي ملح الصحافة. ومن طبعي الصبر مع الصفح عن الإساءة و أصحاب الغمز واللمز..وترك الدنيا تقود ذلك السيء ما يكتشف في طريقه وقد يعوقه أو يأخذ درساً في حياته.. وعليه أن يدرك أن من نخل الناس غربلوه، وأن الحقد يثقل ضمير حامله، وفي النهاية فهو لا شك قائله.
اليمامة
ماذا بقي في ذاكرتك لم تحدثنا عنه حول مؤسسة اليمامة الصحفية؟
ـ كما سبق وذكرت، لقد عملت مع الأخوة في مؤسسة اليمامة الصحفية على بناء مقر المؤسسة القديم في شارع الخليج، وتجهيز المطابع، حتى أنني ذهبت إلى بريطانيا لجلب المطابع الجديدة. ومع الأسف فقد أرسلت إحدى قطعها إلى إيران بالخطأ، فأرسلت المؤسسة الأخ فهد العجيبان (الله يذكره بالخير) فعاد بها، وقد استعنا بالأخ الخبير السعودي لآليات المطابع موسى السماعيل، للتجهيز والمشورة. ثم تم الافتتاح. وهناك دفعات معنوية لنا... ولا أنسى عندما علم الشيخ عبدالله بن خميس بافتتاح مشروع المطابع والمبنى الجديد على شرف سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وكان يومها الأستاذ بن خميس رئيسا إدارة مؤسسة الجزيرة للصحافة، بادر بالمشاركة بقصيدة مناسبة جميلة تزيل أي لبس لعلاقة اليمامة والجزيرة أو تنافسهما! ولا أنسى فرحتنا جميعا وعلى رأس الجميع سمو أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز بافتتاح ذلك المبنى، حتى أن سموه عندما قلت وأنا أشرح لسموه والضيوف في يوم افتتاح المقر، أن هذا ما يتمناه كل صحفي وكاتب، قال: في لفتة سريعة: لا لا يا أخ محمد القادم اجمل وأكبر، وفعلاً كان ذلك بتحقيق ذلك الحلم بإقامة هذا الصرح الصحفي الكبير لمؤسسة اليمامة الصحفية في حي الصحافة.
عمل
متى تعمل؟
ـ العمل هو أجمل شيء في الوجود بعد عبادة الله سبحانه وتعالى.. وقد وفقني الله إلى العمل دائما، ولعلها ميزة وطبع اعتز به، وهو حبي للعمل، سواء يوم إن كنت في الصحافة، أو اليوم في عملي الحكومي الرسمي الذي أتشرف به.
وأنا فعلاً اعتبرها فرصة جميلة تلك التي أتاحها لي ذلك الأمير الإنسان الذي فجعنا بفقده، إنه سمو الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله)، فرصة العمل معه، والاستفادة من خبرة سموه الإدارية والثقافية والإنسانية، ولا أنسى سؤال سموه (رحمه الله)، كل يوم بواسطة الهاتف عن والدي، عندما كان على فراش المرض، وهو مع والدته المريضة (رحمها الله) خارج البلاد. واليوم وبكل فخر أواصل العمل مع أخيه الكريم سمو الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب، ونجله سمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد، الشاب المتطلع إلى كل خير لخدمة شباب هذا الوطن.. ولقد حظيت بنفس الاهتمام والمتابعة من سموهما لعملي الثقافي، الذي اصبح بفضل هذه الرعاية مهما مهابا، وكبيراً على امتداد وطننا العزيز بل وخارجه. أقول الصدق إن افضل فرصة حصلت عليها بتوفيق الله سبحانه وتعالى هي حب الوالدين وطاعتهما وخدمة وطني وخدمة الناس كل الناس وفي أي مكان هم. وحب الخير هذا أكبر استثمار عندي والنماذج التي أقتدي بها ولا تفارق روحي ونفسي أقولها بكل صدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ثم محبته، ثم والديّ والصالحون أجمعون. ولا ألتفت إلى تلك الترهات والمكائد الصغيرة.!
صفات
وماذا عن صفاتك الشخصية التي تتمتع بها؟
- ليست لي صفات تخصني عن بقية البشر ولكني مثل كثير منهم أعمل ولله الحمد الخير دائما وأحاول أن أخفيه عمن حولي وأصبر على الأذى وأتأثر لمنظر الطفل وهو يبكي... وقد أتهز كياني لأطفال فلسطين، وهم يدافعون عن المسجد الأقصى بكل هذا الإقدام والشجاعة، ومن ينسى منظر الشهيد محمد الدرة.
صداقات الماضي
ماذا لديك من صداقات الماضي؟
ـ صداقات الماضي والحاضر كلها أحافظ عليها، وأسعى إلى تنشيطها بالزيارات وحضور المناسبات، دائماً تجدني مع شقيقي الوحيد (علي) نحاول الوصول والحضور إلى كل مناسبة فيها تجد للأواصر مع الأسرة والمحافظة على كل الأصدقاء، ومن كل الطبقات التي تشد أواصر المجتمع.
جوائز وتكريم
ما سر تعلقك بإعطاء الجوائز؟!
ـ تسألني عن سر اهتمامي بإعطاء الجوائز وشهادات التقدير لعدد من المثقفين ورجال القلم وهناك قصة في حياتي العملية الماضية. فقد عملت مدة تزيد على عقد من الزمان في رئاسة التحرير، وعند تركي للعمل الصحفي الواسع والطموح والخطر.. لم يتكرم علي أحد ممن حولي الإعلام مثلاً.. أو الذين عملت معهم، أو من أجلهم بكلمة شكر، أو بثلاثة سطور تشهد بأني قد عملت بإخلاص وتفان أشكر عليه، فتولد عندي إحساس بأن أشكر كل من عمل معي، أو من حولي في مجالات الثقافة والتراث.. ولذا فإنني أسعى من خلال عملي إلى تكريم العديد من رموز بلادي الذين أعطوا من خلال مجالات متعددة ثقافية وفنية وإبداعية، وقد بدأنا هذا العام مجموعة منتقاة من مفكر الأحساء وفي الطريق العشرات أيضا.
مواقف محرجة
هل ثمة مواقف محرجة تعرضت لها في بلاط صاحبة الجلالة؟
ـ ليست لدي مواقف محرجة ولا طريفة وإنما هناك موقف لا أنساه لأحد كبار الموظفين عندما قابلناه في ندوة اليمامة الأسبوعية، وشعر أنه محاصر بالأسئلة، قال: أعطوني صلاحيات ثم حاسبوني، وكان رجل صدق وعمل، إنها مفارقات ومواقف إنسانية سوف أذكرها في الوقت المناسب بالتفصيل، أو ذلك اليوم الذي اضطرتني الظروف إلى حذف غلاف المجلة بعد تسليمها للتوزيع وسحبها وطباعة غيرها.
عيد وعـيـد !
ماذا عن المفارقات بين عيد المسلمين هذا العام وأعيادهم السابقة؟
ـ كما نعرف جميعا في هذا الوطن الذي يرتبط بتراثه وبأهله كانت للعيد عادات وتقاليد بدأت تنمحي من الذاكرة، فعندما نسأل شباب اليوم عما سمعوه عن عيد الأمس من أجدادهم وآبائهم مما كانوا يقصونها عليهم في لياليهم المقمرة وغير المقمرة فنجد أنهم لا يتذكرون من ملامحها شيئا يذكر.. ولكن فيما يتعلق بالعيد في الماضي كان عيدا له رونق خاص وبهجة خاصة به سواء في الملبس، أو في المظاهر الاحتفالية العامة بمقدمه، أو فيما يتعلق بوجبة غداء العيد، حيث إنها كانت تقام في الحارات والشوارع، فلقد كانت الشوارع والحارات تغلق في نهار العيد، لتبسط البسط التي يجتمع عليها الناس، يهنئون بعضهم بعضا، ويتناولون وليمة العيد في سعادة وسرور وبهجة كبيرة، وتقام الأفراح، وكأنها مناسبة عرس كالتي تقام في وقتنا الحاضر. وكانت للعيد الماضي نكهة خاصة، يسعى إليها الصغار والكبار ويسعدون بها.. لكن فيما يتعلق بعيدنا في هذا الزمان اصبح غذاء العيد كالوجبة العادية، أو كالوليمة التي تقام في قصور الأفراح الحضور أو عدم الحضور لها سيان.. لكن ولله الحمد والمنة الترابط الاجتماعي لا يزال موجودا والسعي بين الأهل والأحباب والأصدقاء موجود، كما أن فيهم من يقدر الكبير ويحترمه، وفيهم من يحترم الصغير ويقدره، ويسعى له حتى وإن كان مقيما في خارج المنطقة المتواجد هو بها، فإذا كان في الدمام زار قريبه في جدة، أو في الرياض، وكما يزورهم في الأرياف. وما يحيط بالإنسان من أهل ووشائج قربى، وكل هذا يتداخل مع أحداثنا الكثيرة، سواء في المستويات الاجتماعية، وفي مختلف الديوانيات تعامل مع يدور حولنا من أحداث جسام، نسأل الله أن يمررها على خير، وأن تكون بعيدة عنا بأخطارها.. وفيما يتعلق بنا أعتقد أن الجميع يشكون مما يدور من أحداث مزعجة، ومن تهديد من الدول الكبيرة للدول الصغيرة، فيما يتعلق بخليجنا الذي يتعرض اليوم لهجمة كبيرة متعددة الجوانب، كما اعتقد لها مطالب ليس لها نهاية، ولكن الحمد لله على كل حال، أن هناك من الترابط والتماسك ما يكفي لدرء الكثير من الأخطار.. لو أن الإنسان فكر في هذا العيد بالذات ماذا عليه أن يصنع؟!! هل يبكي على نفسه وعلى هذا الانحدار الذي تعيشه الأمة العربية اليوم.. هذا أمر صعب، خاصة من يراقب هذه الأحداث الساخنة، خاصة من يلتصق بهذه الأحداث في مجالات متعددة، سواء صحفية أو ثقافية، أعتقد أن الخطب كبير، وان الأيام حبلى، ارجو الله أن تمر على خير ـ كما ذكرت ـ وارجو الله أن يتمتع الجميع بعيد يتناسب مع قيمته الروحية، وارجو الله أن تمر هذه الأحداث على خير، وهذه المصائب التي تمر على الأوطان العربية المسلمة، إذ أننا اليوم نستقبل العيد بين المصائب، التي نسأل الله أن يحمينا من كيد أهلها وشرهم.