والآن جاء الدور على صالونات الرجال لتقديم الخدمات نفسها المقدمة للنساءفف فهذا صالون رجالي جديد كما يقول الإعلان المروج له، يقدم خدمات للرجال، لا تختلف عما تقدمه الصالونات النسائية للعروس وللنساء في ليلة الزفاففف ولا أعرف ما نوعية الرجال الذين يقصدهم أصحاب هذا الصالون هل هم الرجال الذين يظهرون في أغاني وأشرطة الفيديو كليب، أم هم أشباه وأنصاف الرجال الذين يسمونهم الجنس الثالث؟
الصالون الجديد يقدم قسما خاصا بأحدث التجهيزات لتجميل الرجال (يا عيني على هؤلاء الرجال)فف وهو يقدم (للرجال أيضا) تجميلاً ذهبياً وآخر يسمى تجميلا زهريا للوجه، ولا أعرف ما الفرق بين الذهبي والزهري، هل الأول تجميل فيرست كلاس مثلا، والثاني تجميل أي كلام أم العكس؟فف كما أنه يقدم عملية تجميل بالخضراوات للوجه أيضافف والذي أعرفه حتى هذه اللحظة أن عمليات التجميل بواسطة أنواع معينة من الخضراوات واللبن والحليب وقشور البرتقال والليمون واليوسفي والمانجو والموز والتين وقطع الخيار والجزر والكوسة والبامية والبندورة وبقايا الكزبرة والبقدونس وورق الجرجير، كلها كانت تتم للنساء فقط، حيث تدخل إحداهن صالة للتجميل في الصباح، لتخرج منها في مساء اليوم التالي، وأحيانا في الأسبوع التالي، وقد لطخت وجهها بقشور كل أنواع الفواكه المعروفة في جميع السهول والهضاب والمسطحات الخضراء، بدءا من غابات خط الاستواء وانتهاء بجبال الأنديز في الأرجنتين، اعتقادا منها انها كفيلة بتنعيم الوجه وجعله زجاجي الملمس.
أما أن يقوم شخص يحمل لقب فحل، يربي في وجهه شاربا بطول كورنيش أبوظبي، ولحية أغزر من غابات الأمازون، بالجلوس بين أيدي خبير التجميل لوضع اللمسات السحرية فوق سطح وجهه، فإن هذا في ظني واعتقادي، قمة الانكسار لحشمة الرجال. وكان حري بالصالون أن يحدد أشكال زبائنه، كأن يشبههم مثلا بمطربي الفيديو كليب المنتشرين مثل الذباب حول صناديق الزبالة. ولكن أن يترك الأمر هكذا دون توضيح لنوعيات الرجال وأشكالهم، فإن الواحد بدأ يتشكك بـ(رياييل هالزمن بصراحة).
وعلى افتراض أننا سلمنا بالأمر وقبلنا بعمليات تقليم الأظافر والعناية بالقدم بالنسبة للرجال، فإن ما لا يمكن هضمه هو أن يقدم أي صالون خدمة الحناء ومعالجة الجسم بالزيت ونتف شعر الوجه بالخيط للرجالفف ويبقى فقط أن يعلن هذا الصالون عن وصول أحدث تشكيلة من أحمر الشفاه وأصباغ الأظافر الرجالية!!
ولكن أكثر ما أخشاه هو أن تتدهور أوضاع الرجال في عالمنا العربي أكثر وأكثر، فيتم بعد عدة أعوام إنشاء أماكن وصالونات تحمل لوحات كتب عليها نحن ننزع الشعر (...) من أجسام كل الرجال!!
