DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أكاذيب مختارة

أكاذيب مختارة

أكاذيب مختارة
أخبار متعلقة
 
تبث قناة الجزيرة قبل بدء النشرات الإخبارية فقرة إعلانية عن برامجها التي تبثها, واحدى هذه الفقرات عدد من الصور والأقوال التي تشير الى تميز القناة بانفرادها بشعار الرأي والرأي الآخر, وفي الفقرة الإعلانية يظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي وهو يقول: بالانجليزية (I come here as a message of peace, I believe that we can live with the Palestinians Together) ويعني ان شارون جاء هنا برسالة للسلام, وانه يعتقد أن الإسرائيليين يمكنهم ان يعشوا جنبا الى جنب مع الفلسطينيين, وفي نفس الفقرة رسالة من الرئيس ياسر عرفات يعلن فيها عن قيام دولة فلسطين. شارون الذي يقتل ويدمر ويدك يوميا معاقل الفلسطينيين, وصاحب مذبحة صبرا وشاتيلا, ودير ياسين, هو رجل سلام, وجاء برسالة للسلام, ويرغب في العيش جنبا الى جنب مع اخوانه الفلسطينيين وياسر عرفات الذي لا يمكنه ان يغادر مسكنه في أريحا يعلن عن قيام دولة فلسطين, منذ متى قامت هذه الدولة, وما حدودها؟ لا أحد يدري. ويجرنا هذا القول الى ما يمكن ان يفعله المونتاج من خلال مسخ الأقوال التي يقوم بها البعض, فيظهر المعتدي رجل سلام, ويعكس الأقوال الى أعمال والاسماء الى أفعال. ولأن ما قاله الرئيس عرفات كان جزءا مبتورا من خطبة لم تكتمل, كان يمني بها شعبه في إحدى مراحل الصراع مع اليهود بقيام دولة فلسطين وابتسرت منها قناة الجزيرة هذه الجزئية الحماسية, التي لا تظهر الحقيقة والواقع المر الذي يعيشه الفلسطينيون, فحري بقناة الجزيرة أيضا في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العرب والمسلمون ان تلتزم الأمانة والموضوعية والدقة, في عرضها واختياراتها بحيث لا تصور المعتدين بهذا الشكل من الوداعة وكأنهم يمدون أيديهم بالسلام وان الفلسطينيين هم الذين يرفضون. صحيح ان الرسالة هي تعبير عما تقدمه القناة من فكر ورأي, ولكن هذه الرسالة بالذات تسىء إلينا, فهي رسالة كاذبة تماما, لأن شارون ليس داعية سلام, ولا عرفات تمكن من الإعلان عن قيام دولة, وهي تظهر اعداءنا في ثوب البراءة والطهر والعفة, في الوقت الذي تبث فيه القناة على جميع دول العالم, فتنطبع في أذهان الشعوب صورة هذا المخادع الذي يجر المنطقة الى ويلات الحروب بأنه رجل سلام, واننا نحن المعتدون, بعد ان انطبعت في أذهان الكثير من دول العالم فكرة سيئة عن شعوب المنطقة من العرب والمسلمين بأنهم سلة من الإرهابيين. فلماذا نزيد هذا الشعور بأيدينا ومن خلال برامجنا العربية؟ ولماذا لا نختار ما يخدم قضيتنا؟ أليس هذا من الوطنية ياقناة الجزيرة العربية.