لا يخفى على أحد الحركة النشطة التي تقوم بها المملكة باستمرار من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار بكل دول العالم ، ولا يستطيع أحد أن يتقول ضد هذا التوجه الذي ينطلق من مباديء راسخة قامت عليها السياسة السعودية منذ تأسيسها .
وإذا كان الحرص السعودي على الاستقرار العالمي سياسة عامة، فإنه من باب أولى أن يكون الدعم لهذا المبدأ على الصعيد العربي نهجا وسلوكا وممارسة تلتزم بها المملكة .. ولنا في كل التجارب السابقة خير دليل.
اتفاق الطائف ، والنجاح السعودي في إعادة الأمان بعد الحرب الأهلية التي مزقت لبنان كان مثار إعجاب كبير عربيا وإسلاميا ودوليا، القرار السعودي بمواجهة العدوان إبان غزو الكويت عام 1990 كان نقطة التحول الأساسية من أجل تحرير الكويت ، كذلك الموقف الرائد تجاه القضية الفلسطينية يعتبر بمثابة التحصين ضد السياسات العدوانية الشارونية ، بل لن نبالغ إذا أكدنا أن الدور السعودي كان واضحا في الاعتراف الأمريكي بضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة.. وما مبادرة السلام السعودية الأخيرة إلا محاولة لإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي بالكامل.
كل هذه الثوابت ، ليست إلا تأكيدا على الالتزام السعودي السياسي والديني والأخلاقي تجاه كافة القضايا المصيرية عربيا وإسلاميا..
من هنا ..
جاء ما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي العهـد ـ يحفظهمـا الله ـ "إن مواقف المملكة سواء في علاقاتها الخارجية أو في نظرتها إلى شتى القضايا ومختلف الأحداث مبنية على قواعد الدين ومبادئه ومستلهمة من تعاليم سماوية لا يأتيها الباطل" تأكيدا واضحا على صحة النهج والمنهج ، بل كانت كلمات قيادة المملكة بشأن العراق والحرص على سلامته وأمنه ووحدة أراضيه وتجنيب شعبه الحرب وويلاتها ، والإصرار السعودي على الدعوة للحوار ونبذ الإرهاب إشارة هامة على مجمل السياسة السعودية التي لا تهتز مهما كانت الأسباب.
الحرص على العراق .. رغبة سعودية ثابتة كالحرص على كل بلد عربي وإسلامي.. والعمل على رفع معاناته سلوك لا تخفيه المملكة بل تعمل من أجله باستمرار .. وتبذل في سبيله الجهد والوقت والمال ، وقبل ذلك كله ، النية الصادقة في عالم آمن خال من كل الشرور والمكائد .. والمهاترات.
اليوم
