عزيزي رئيس التحرير
ماذا بعد اسواق (ابو ريالين) التي غزت محلاتها اكبر المجمعات التجارية والشوارع حتى النوافذ والممرات الضيقة لم تسلم هي ايضا.. محلات ذات مساحات كبيرة فيها مختلف البضائع تباع تحت شعار اي شيء بريالين سوق جديد غيرت مفهوم الحاجة لتكون اسواق ما هب ودب هذه الاسواق احتضنت الايدي الوافدة بين عمال وملاك.
ما ان تمر على مجمع تجاري حتى تجد لوحة كبيرة مكتوب عليها (كل شيء بريالين) هذه اللوحة لفتت نظري ووجدت نفسي متلهفا لان استكشف ما يدور داخل بعضها الذي يغص بكم هائل من الزبائن, كنت اشعر عند دخولي ان صاحبه يوزع (بلاش) او ان هذا هو يومه الاخير وسوف يقفل محله لكن لا هذا ولا ذاك وانما هي هواية بعض المتسوقين الذين تعودوا على النمط الاستهلاكي واستسلموا الى عدم المقاومة في شراء اي شيء لمجرد الشراء.
قبل فترة غزت الاسواق محلات تحت مسمى (كل شيء بعشرة ريالات) ولم نكن نصدق بان هناك ما نشتريه بعشرة ريالات بالرغم من ان من يتبضع من هذه المحلات يشعر بانه قد خدع بمواد وبضائع لا يستمر عمرها طويلا.
لكن مع انفتاح اسواق آسيا العجيبة على مصراعيها وانخفاض عملتها دخلت علينا تقليعة جديدة من مصائد الاستهلاك الانفتاحي (ابو ريالين) هذه المصيدة الجديدة استسلمنا لها حتى غزت شريحة كبيرة من المجتمع خصوصا من الطبقة الكادحة التي تعتقد ان هذه الاسواق فرجة عليهم من غلاء الاسواق الجنوني وانها صرعة للموضة في مجاراة بقية افراد المجتمع الميسوري الحال.
هذه المحلات تبيع بضائع مقلدة او ذات عمر افتراضي لا يصمد طويلا ثم يكون مصيرها براميل النفايات لتكون من حظ عامل النظافة الذي يقوم هو ايضا بالتقاطها ومن ثم اعادة بيعها في سوق الخردة او سوق الجراح اعني ما تشتريه بريالين وتستعمله وترميه يأخذه آخر ثم يعيد بيعه.
بذلك اضحت اسواقنا مفتوحة على مصراعيها لتتلقف ما هب ودب من استوكات ومخازن الدول المصنعة.
هذه الاسواق التي تستنزف مواردنا الاقتصادية تحت شعار يا بلاش لتكشف لنا مدى السبات العجيب الذي تغط فيه الغرف التجارية ووزارة التجارة (حماية المستهلك) والجمارك في الاشتراك بالسماح لان تكون اسواقنا سوق خردوات يباع فيه كل شيء واي شيء.
لكننا اذا كنا بالفعل مستهلكين دون وعي فمتى نفرح بان نرى هذه المنتجات تصنع محليا او حتى على الاقل نتخلص من مصيدة الاستهلاك الردئ؟
@@ عبدالعزيز سعد الفوازـ الظهران