يتذكر حنظل أيام زمان عندما كان وقوف سيارته مجانياً. لقد تطورت المدينة وتغير الحال فقد بدأ أصحاب الأراضي الخالية في مناطق المدينة المزدحمة يسورون أراضيهم ويحاسبون من يريد الوقوف فيها بـ 5 دراهم.
هناك كذلك البلدية التي بدأت بوضع المواقف مدفوعة الأجر في وسط المدينة. وذلك قلل الزحام في وسط المدينة حيث اضحى حنظل يحصل على موقفا لسياراته بسهولة بعد ان كان ذلك شبه مستحيل في أيام الوقوف ببلاش.
اما عن البلدية فقد اعجبها الحال. فهي ترى ايرادات المواقف تزداد وايرادات المخالفات لمن لا يدفع لهذه المواقف تزيدها دخلاً.
لذلك وسعت البلدية دائرة المواقف مدفوعة الأجرة. فأصبحت تشمل المناطق التجارية التي ليست بالضرورة في وسط المدينة. واصبح حنظل يجمع دراهمه المعدنية وكأنها كنز الكنوز. فهو يحتاجها في كل مشوار لأنه يوقف سيارته في أنحاء المدينة المختلفة بعد ان يشتري تذكرة وقوف بدرهمين.
ولكن صباح أحد الايام استيقظ حنظل وخرج من باب بيته ليفاجأ بمخالفة وقوف مثبتة على الزجاج الامامي لسيارته. فقد لحقته البلدية الى باب منزله واصبحت المنطقة التي يسكنها منطقة مواقف مدفوعة الأجرة رغم ان هذه المنطقة لم يعرف عنها قط ازدحام المواقف.
اتخذ حنظل موقفا من ذلك فقد بلغ السيل الزبى. باع حنظل سيارته واشترى سيكلا اصبح يتنقل به في انحاء المدينة ويوقفه اينما شاء ومتى يشاء دون ان يدفع لقاء وقوفه فلساً واحداً.
