@ في الوقت الذي يحتاج فيه الهلال ـ الفائز بكأس الموسم الماضي ـ إلى ما يشبه الحلم ليخرج من دوامة منهكة جراء التركة الصعبة التي خلفها وراءه المدرب الكولومبي (ماتورانا) سيكون بوسع فرق الاتحاد والأهلي والنصر التنافس بالموجود على المركز الأول والتأهل المباشر إلى المباراة الختامية ! وليس من السهل تصور أي عملية جراحية ستمكن الهلال من تحقيق أكثر من أمل البقاء ضمن فرق الدائرة الذهبية (إن نجح وتغلب على ظروفه) للتنافس ممن أجل بلوغ المباراة النهائية على كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم لهذا الموسم .
القوة الهجومية الضاربة التي دفعت بثلاثي الاتحاد والنصر والأهلي إلى تجاوز سقف الثلاثين هدفاً في الوقت الذي بالكاد يتجاوز فيه هجوم الهلال التائه سقف العشرين .. رغم كثرة ما أدى من مباريات ستكون هي المفتاح الذهبي لحل الشفرة المعقدة للمراكز الحساسة في الأسابيع المقبلة !
لا أحد ينكر ما لدى الاتحاد من مخزون ممتاز من أسلحة الحسم (غير المحظورة) غير أن الاتحاد المؤهل لكسب كل الأرقام القياسية .. من رصيد من الأهداف، إلى التأهل المباشر إلى المباراة النهائية إلى الأهم (الفوز بالكأس) في نهاية المطاف يبقى الفريق الأقوى الذي من الممكن أن يسقط بعثرة واحدة غير متوقعة في اللحظة التي لا مجال بعدها للتعويض !! فهل يتمكن الاتحاديون الذين اكتووا في نهاية الموسم والأسبوع قبل الماضي بنار العثرة الواحدة من المحافظة على يقظة فريقهم طيلة ما بقي من الوقت .. فلا يغمض له جفن، أو ترتبك له قدم ؟!
وفي الوقت الذي يحتاج فيه الأهلي إلى تدعيم حضوره واستثمار مكاسب ضربة المعلم المدوية في البطولة العربية الأولى المدمجة، وتعزيز مصادر قوته، ومعالجة نقاط ضعفه، والمحافظة على سلامة سلوك بعض نجومه المؤثرين .. أمام النصر فاصلان مهمان هذا الاسبوع والأسبوع المقبل حيث يلتقي فيهما مع الأهلي والاتحاد في الرياض وجدة على التوالي سيتمكن بكسب نتيجتي مقابلتيهما أكثر من ست نقاط ذهبية !إذ سيكون من الصعب بعدهما إيقافه أو حتى اللحاق به في ظل التحول الفني الكبير الذي طرأ عليه مع البديل الممتاز لمدربه الأرجنتيني السابق جورج هايبكر .. حيث حل محله في إدارة الشئون الفنية للفريق .. مواطنه دانيال آساد الذي يتمتع بثمار قوة هجومية ثلاثية أجنبية فاعلة (روك بوسكاب ، وتينوريو ولكل منهما عشرة أهداف، وخوليو سيزار .. وله ثمانية أهداف !) 28 هدفاً لاولئك الثلاثة من أصل 37 هدفاً للفريق تبين مدى اعتماده على العنصر الأجنبي وتوفيقه في استثمار ميزته .. وإن كانت فرق النجمة والطائي والشعلة والرائد قد تحملت 26 هدفاً بينما يعكس وضع النصر في الدور الأول من الدوري ضعفاً لم يعد يعاني منه حيث تلقى فيه أمام فريقي الأهلي والاتحاد فقط نصف درزن من الأهداف !
مشكلة الهلال بين فرق المقدمة .. أنه الفريق الوحيد الذي يحتاج إلى عمل أشق في وقت أضيق مما تسمح به الظروف المنافسة .. وهو عمل محفوف بالمجازفة والمخاطرة لما يتطلب من تغيير كبير في الأسماء والأدوار حيث من الواضح انهيار مقوماته الفنية التي يعتمد عليها بين عناصر لم تعد قادرة على أداء أي دور مقنع، وقاعدة منهارة من البدلاء، وإدارة فنية في اتون الخلافات الثقيلة للأطراف المؤثرة .. لم تلفظ أنفاسها بعد أو تتحصل على فرصتها بين مشاركتين محلية وخارجية لا تحسد على حال الفريق فيهما ! على عكس حال بقية الفرق المنافسة والتي لا تحتاج إلى أكثر من توظيف مناسب لإدارة ما تملك من مقومات تكفيها وأكثر لإتمام المشوار المتبقي بنجاح !
شوط تكتيكي طويل ومثير ..هو العنوان المختصر لسباق المقدمة فيما تبقى من أحداث الدوري ! وسيزداد إثارة إن يحقق الهلال ما يشبه المعجزة للدخول في صميم المنافسة من جديد باستعادة توازنه كفريق بطولات رغم ما أصاب عناصره وبدلاته ومخزونه من اللاعبين الشباب بين إدارة جديدة لم تهنأ في ساعة عمل واحدة، وإدارة فنية جديدة ما تزال عند عدد مهم من الهلاليين المؤثرين .. منزوعة الثقة !
نقاط
ـ أخشى أن يستنزف القدساويون طاقاتهم في عد تنازلي يخرجهم من نطاق رباعي المقدمة خصوصا أن من حولهم أكثر من أربعة فرق مؤهلة قادرة على المضي بقوة إلى الأمام !
ـ مع أن مجموعة عناصر الفريق أكثر امتيازاً اذا ما قورنت بمجموعة عناصر بعض تلك الفرق !
ربما لن يتمكن الجمهور الرياضي من رؤية فريق كرة القدم بنادي الاتفاق بطل مسابقة كأس الأمير فيصل قبل بداية الموسم الرياضي القادم حين تنطلق في دورة ثانية نفس مسابقة كأس الأمير فيصل تحت سن 23 سنة وإن سلم الفريق هذا الموسم (وهو المتوقع) أرجو أن يسلم مرة أخرى من الهبوط في الموسم المقبل مع عودة الفرق بكامل نجومها في الدوري من جديد ! وفي ظرف كهذا من الطبيعي أن أرجو بقاء الأحلام الاتفاقية أحلاما لم تتحول إلى حقائق لا أن تتحول إلى كوابيس كما نوشك أن نرى !
ـ بعد نتائج العروض الهلالية الهزيلة في الدوحة، وخاتمة مركز الفريق في المسابقة الخليجية .. بدأت شخصياً أقلق على المدرب (بلاتشي) !