DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. محمد نورالدين السبعاوي

د. محمد نورالدين السبعاوي

د. محمد نورالدين السبعاوي
أخبار متعلقة
 
بلغت جملة ما انفقته الولايات المتحدة من تكاليف تحركات المعدات وآلات الحرب والاساطيل وحاملات الطائرات والعتاد لغزو العراق مايزيد عن 202 مليار دولار امريكي حتى الآن وطلب دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي دعما من الكونجرس, فاذا ما نجح مجلس الامن والأمم المتحدة في حل المشكلة سلميا وتمكنت العراق من احتواء الموقف والرضوخ التام لقرارات الشرعية الدولية, فمن يدفع هذه المليارات التي انفقت في هذه التحركات؟ حتى لو التزم العراق وقدم مايمكن تقديمه من تعاون, ولو اقدم الرئيس العراقي صدام حسين على التنحي وترك السلطة, فلن يرضي هذا الولايات المتحدة التي تريد ان تجني ثمار هذه الملايين الضائعة بكل السبل من النفط العراقي, وسوف تبحث عن اسلوب آخر لتعويض هذه الملايين, وهي دولة رأسمالية لا تنفق اموالها هباء الا اذا تأكدت من ان العائد سوف يمكن تعويضه, خاصة مع الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعانيها بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر, وسقوط العديد من الشركات الاقتصادية وشركات الطيران في مصيدة الافلاس, ومشكلة البطالة التي تعانيها آلاف الشباب الامريكي.. اضف الى هذا ان موقف الادارة الامريكية سوف يكون محرجا لهم في نظر الشعب الامريكي وهو يرى الاساطيل الامريكية تعود من دون جني للثمار التي كان من المفترض ان تجنيها هذه النزهة العسكرية الامريكية عبر الاطلنطي والهندي وظلت الادارة ترسل بها على مدار شهور, وسيسأل الامريكيون انفسهم اذا لماذا كل هذه المليارات التي انفقت وانهكت الاقتصاد الامريكي المنهك اساسا ؟ وماجدوى ماقامت به ادارتهم من تحركات واستدعاء للاحتياطي وانفاق اموال وشحذ للهمم وهذا في حد ذاته سوف يضع الرئيس ومعاونيه ووزراءه في موقف حرج متهمين اياهم بالرعونة وعدم القدرة على تنفيذ سياسات خارجية اكثر اتزانا بما يقلل من اسهم هذه القيادة وجعلها عرضة للانزواء. وهذا يفسر التحرك المحموم غير المسبوق من قبل الولايات المتحدة لاستباق الاحداث والتأثير على دول حلف شمال الاطلنطي من ناحية ومجلس الامن والامم المتحدة من ناحية اخرى بل ووصل الامر الى حد التهديد باستخدام القوة ضد العراق حتى بدون مساندة الحلف وبدون مساندة الحلفاء بل وبدون غطاء شرعي وموافقة من الامم المتحدة ومجلس الامن وهذا يدعونا الى الاعتقاد بان الولايات المتحدة مصممة على ضرب العراق سواء قبل ورضخ او لم يرضخ وفي كل الحالات وبدون موافقات, بل وبدون مقدمات, وذلك لتعويض فواتير الحرب الباهظة التي تكبدتها من ناحية, ولكسب الرأي العام الامريكي الذي سوف يشعر حينها بالزهور وهو يجني انتصارا وتعويضا لما انفق من عائدات النفط العراقي من ناحية اخرى, بغض النظر عن الخسائر في الارواح وما يمكن ان يسببه الغزو من قتل الابرياء وتوتر وقلق وصراع. ومعنى هذا ان فواتير الحرب يتكبدها العراق دون شك.