عاجل
DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر
أخبار متعلقة
 
من تحت عباءة الاخوان ظهرت جماعات التكفير والهجرة بكل مسمياتها ومن تحت عباءة التطرف ظهرت جماعات بن لادن بكل مسمياتها. وقد دافع احد رجالات الاخوان عن حزبه من تهمة تصدير الارهاب بالتمسك بمقولة (خروج) هؤلاء الجماعات من عباءة الاخوان, فقال (لو كنا نتفق معهم لماخرجوا عن عباءاتنا, انما هذ دليل براءة لنا ودليل اختلافنا مع الفكر المتشدد الذي نرفضه وندينه) مقالة بتلفزيون الشرق الاوسط. وكذلك بالأمس صرح مصدر مسئول في جمعية التربية الاسلامية البحرينية بان الخمسة البحرينيين الذين تم القبض عليهم بتهمة حيازة اسلحة والتخطيط للقيام بعمليات ارهابية خرجوا من عباءة الجمعية انما تم (التبرؤ) منهم منذ مدة, (لانهم اصحاب فكر متشدد . وان عدنا للتاريخ القديم او المعاصر فسنرى ان كل جماعة مارست العنف البدني او العنف الفكري ضد الآخرين كانت في بدايتها ضمن جماعات واسعة الانتشار, تبنتها منذ الصغر وربتها التربية الحزبية التي منها التنظيم والالتزام الجماعي ثم لسبب التكوين النفسي والبيئي اللذين يوفران خامة خلقية للعنف عند البعض من افرادها يخرج هؤلاء بافكار متطرفة وردود فعل اكثر تطرفا يدفعها لتخرج وتؤسس جماعة خاصة بها يتفق افرادها في زيادة جرعة ردة الفعل حتى ان وصل بها الامر لحمل السلاح, والنتيجة هي دوما تبرؤ الجماعات الام من افعال هذه الفئة. جماعاتنا الاسلامية لا تأخذ حيطتها بما فيه الكفاية منذ البداية وتؤسس للاعتدال منهجا, فتلك الجماعات التي تخرج من عباءتها تجنح للتطرف وتجتاز الخط الاحمر بسرعة وما ذلك الا لان الخط الاحمر لايبعد كثيرا عن خط تلك الجماعات وهنا تكمن المشكلة. ولو دققنا اكثر وبتأن وبعيدا عن ردة الفعل المتوترة لوجدنا العديد من افراد الجماعات الأم يقترب مع فكر الجماعات المنفصلة بدرجة او باخرى ويتعاطف معهم, واكاد ارى اليوم ردود فعل داخل جماعات التربية الاسلامية البحرينية تلوم ذلك المصدر المسئول الذي (قسا) على اخوانه! لم لانواجه انفسنا بصراحة ونعترف باننا جميعا انظمة وشعوبا ساهمنا في وجود هذا التطرف حين استهنا بالاعتدال ونفيناه بل وسخر البعض منه وكلما تفوه احد منا بكلمة لا تتفق مع فكر الجماعات وزعت عليه الاتهامات, فان لم تصل به لدرجة التكفير فانه على الاقل متهم بالنفاق والوصولية ان كان عالم دين, ومتهم بالعلمانية او بالاساءة للدين ان كان غير ذلك, فخلت الساحة الامن كلام تلك الجماعات وفقهها.. لم لا نعترف بان نظرتنا لمن يختلف معنا بانه بعيد عن الاسلام والدين هي التي حركت عند هؤلاء النفر المتطرف رد الفعل الذي تتبرأون منه اليوم, فهؤلاء جماعة لم تعتد ان ترى (منكرا) وتسكت, هؤلاء نفر لا يقبلون بان يوسم ايمانهم (باضعف الايمان) فاختاروا اقواه في نظرهم وارتأوا تغيير مايحسبونه منكرا بأيديهم, وهذا هو فقط الجنوح الذي اخرجهم من تحت عباءاتكم! لقد ساهمنا جميعا فى ايجاد هذا الالتباس الذي نحا بهم للتطرف ثم اوردهم للهالك ودور الحكومات العربية في ذلك لايمكن تجاهله ففي وقت من الاوقات قربت تلك الجماعات وفتحت لهم الاذرع فاخترقوا العديد من مؤسساتها العسكرية والامنية بل وحتى القضائية وابعدت الاعتدال وتجاهلته واحيانا ضيقت الخناق عليه, والآن تكتوي بنار هؤلاء النفر الذين خرجوا من عباءة تلك الجماعات, في حين تقف الجماعات الام في حيرة بين التبروء من هؤلاء علنا والتعاطف معهم سرا, وتقف الحكومات موقفا اكثر حيرة في كيفية التعامل مع تلك الجماعات, فلم العجب اذا من هذا الخلط الذي انتاب هذا النفر, هم يرون تشجيعا من جانب ثم يرون محاسبة شديدة وتبرؤ على الجانب الآخر, ويرون كذلك تعاطفا لا يستطيع البعض ان يخفيه, فمن يلومهم الآن؟ الخلاصة نحن لا نطالب باقصاء تلك الجماعات الاسلامية بل ندعوها دعوة صادقة هي ومدارس الفقه التي تتبعها ان تواجه نفسها بكل تجرد وتبحث عن دورها في جنوح هذا النفر فذلك اهم وانفع للاسلام وللمسلمين الف مرة من التبرؤ السريع منهم, ونطالب الحكومات بألا تبكي على اللبن المسكوب بعد ان هيأت الأرضية سكوتا وتغاضيا بل عليها ان تعيد النظر في كيفية تعاملها مع كل الافكار, فلا تركن لجماعة درءا لخطر جماعة اعتقادا منها بأن هذه السياسة توفر لها الامن والامان حتى لا نطوي العباءة لنعيد النظر فيما تضم كل عباءة تحت لوائها. كاتبة بحرينية