لعل اكثر ما يقض مضاجع الآباء والامهات مستقبل ابنائهم من بنين وبنات فهم ينشدون لهم الاستقرار العائلي والامان الوظيفي ليعيشوا في سعادة.
اما ان تكون الام او الاب عقبة في طريق هذه السعادة فهذا امر يندر وجوده في مجتمعنا الاسلامي والحمد لله خاصة وان من يفعل ذلك يشار اليه من باب اخذ العظة والعبرة لاسيما من قبل علمائنا الافاضل كما حدث لذلك الاب الذي قالت له ابنته حين احتضارها يا ابي قل آمين ثلاث مرات ثم دعت وهي تلفظ انفاسها الاخيرة (اللهم حرم عليه الجنة كما حرمني من الزواج) - نسأل الله العافية -.
وظلت هذه القصة مثلا يضرب لكل من يقف عائقا في طريق زواج ابنه او ابنته دون وجه حق سواء باشتراط الشروط التعجيزية او طلب المهر الغالي حيث يتحول الزواج الى عملية بيع وشراء فالفتاة لمن يدفع اكثر؟!!
وقد تكون جوهرة عبرت عن حال الكثيرات اللاتي يعجزن عن الشكوى ولو تحدثن لقلن (ارحمونا يرحمكم الله) فكل فتاة تحلم بذلك اليوم الذي تصبح فيه ملكة في منزلها الخاص وتضم اليها اطفالها لتشعر بالحب والسعادة يرفرفان فوق عشها الجميل.
ونتفق جميعا على شرعية هذا الحلم وشفافيته بل قد يصبح واجبا لا مفر منه في كثير من الاحيان ولكن هل من وقفه جادة من اصحاب الرأي والمشورة في كل منطقة وفي كل حي لمعالجة اوضاع الفتيات هناك قبل ان يحدث ما لا تحمده عقباه..
