تشكل القوى العاملة الركيزة الاساسية لاي عمل ناجح في كل مكان وزمان ودون ذلك تصبح الانجازات في حكم العدم، ومن هذا المنطلق نجد وزارة الصحة قد ادركت منذ وقت مبكر اهمية القوى العاملة فمضت توظفها افضل توظيف لتنفيذ برامجها الطموحة ولاحظنا قبل ايام وزارة الصحة قد تحولت لخلية نحل في ساعات الصباح والليل تجدهم يعملون بكل همة ونشاط خدمة لضيوف الرحمن في الايام الماضية في الاراضي المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة لاداء مناسك الحج بالرغم من كبر عدد الحجاج الذين يقدرون ب 2 مليون نسمة حيث كانت وزارة الصحة امام تحد كبير يتمثل في تقديم العناية الصحية الكاملة لهذه الاعداد الكبيرة ومقابلة أي طارئ قد يحدث لا سمح الله انها تعرف قيمة العنصر البشري جيدا لم تتأخر في الاستعانة بخدمات وجهود اكثر من 600 طالب من كافة التخصصات الصحية لدعم الخدمات الصحية المقدمة لضيوف الرحمن، وجاءت هذه المشاركة لتحقق جملة من الاهداف النبيلة التي من بينها تعود الطلاب على الاندماج في العمل الوظيفي بشكل واقعي ملموس الى جانب الدور العملي الذي يقومون به من خلال ما يقدمونه من خدمة لضيوف الرحمن فضلا عن المكاسب الروحية.
ولم تتوقف وزارة الصحة عند هذا الحد بل عملت على استقطاب بعض التخصصات من اساتذة الجامعات والاستشاريين من داخل المملكة وخارجها لرفع مستوى الاداء بالمرافق الصحية بالمشاعر المقدسة والعاصمة المقدسة والمدينة المنورة والعمل على زيادة فترة تكليفهم لمدة شهر لانجاز عملية الاشراف على برامج تشغيل المستشفيات والمراكز الصحية بالمشاعر المقدسة لتقييم ورفع مستوى الاداء وتحقيق اعلى معدلات الانجاز.
وتواصلت جهود وزارة الصحة باستدعاء زهاء 9500 من كوادرها الطبية والفنية للانخراط في اعمال الحج ولعل هذا العدد الكبير مكن الوزارة من تقديم افضل الخدمات والرعاية الصحية اللازمة لكل من يحتاجها من حجاج بيت الله الحرام واكثر ما يبعث على التفاؤل ان الوزارة عملت على اختبار القوى العاملة بعناية فائقة من قبل لجان مختصة بحيث يتم الاطلاع على التخصصات والمؤهلات والخبرات العلمية والعملية لاي مرشح ويتم توزيعهم على المرافق الصحية طبقا لخطة برنامج القوى العاملة لكل مرفق فيما تم وضع اعداد من القوى العاملة بالشؤون الصحية في كل من جدة والطائف والباحة تحت الطلب تحسبا لاي طارئ.
ويبقى القول ان هذه الخدمات الصحية المتميزة ما كان لها ان تتحقق لولا فضل الله اولا ثم العناية والاهتمام الكبير الذي ظل يوليه ولاة الامر بالمملكة للخدمات الصحية حتى اصبحت من قمم النجاح التي يشار اليها ولله الحمد بالبنان فالشكر والتقدير للرجال الاوفياء الذين ظلوا يولون صحة المواطن والمقيم اهتماما كبيرا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - حفظهم الله -.
ونتمنى ان نوفق جميعا - كما حدث هذا العام - في العناية بحجاج بيت الله الحرام حتى يتمكنوا من اداء فريضتهم والعودة الى بلادهم سالمين ان شاء الله.