DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عبدالله السفر

عبدالله السفر

عبدالله السفر
أخبار متعلقة
 
لماذا تنتشر ظاهرة "الحش" و"القص" و"العقار".. و"تقطيع الفروة" بحسب احدى اللهجات العربية وما الى ذلك من مصطلحات تحيل الى الغيبة، وممارستها بتفنن وتلذذ. نحتفظ بارائنا لانفسنا. تجول في خواطرنا كلمات ومواقف وتعبيرات لا نفشي بها الى الشخص المعني وامامه وفي وجهه. وحسنا ان يكون الرأي في عينه.. تعودنا ان نهز رؤوسنا، ولا ندري أهي للموافقة او الاعتراض. غالبا ما تؤخذ هزة الموافقة ولا يهم ان يتجه الرأس مع الهزة، من اسفل الى اعلى او من اليمين الى اليسار! وحال ينتهي الشخص من حديثه او من اداء موقفه، و"يقضب" الباب تنسل السكاكين الحادة لتفصيل الجلد والنسج على غير شاكله. يمكن لنا ان نعتبر "الهمس خلف الظهر" ظاهرة غير صحية اجتماعيا، لانها تنبني اساسا على السكوت والمداورة والتخفي. وربما يكون الامر مجرد تعود وحسب، ليس في المصارحة خطر على المرء. لكن العادة استحكمت في ان تلازم اليد جانب البدن لا ترتفع للاعتراض ولا للسؤال.. واذا ارتفعت فانها ترتفع للتصفيق واحيانا لـ "صفق" الابناء والاهل من حرارة المواقف اللاهبة من الشخص الاعلى الذي نستخزي عن مواجهته.. من التصفيق الى الصفق. والفرق هو مكان ومكانة! هذا السلوك يعطي صاحبه احساسا بالامان. فهو لا يعرف نتيجة رفع الصوت والاعتراض. ربما يناله الاذى والعسف والفصل. ودائما: رب كلمة قالت لصاحبها دعني. لهذه المحاذير يفضل المرء ان يضع "عكرة اللسان في اللهاة" شاهدا اخرس. ولتكن الفسحة في الداخل حيث تدور الافكار. وفي حلقة الزملاء والمنزل ينطلق اللسان الذي اختبأ طويلا وناله صقل العتمة والانحباس، ينهض فارسا يوزع الجراح العميقة ويملأ الارض بالاشلاء المتطايرة.. هل نستحضر هنا الافشاء على طريقة العيادات النفسية في تفريغ الغيظ في الدمية بضربها وركلها و"مصعها" ونغزها بالابر وبصبغ ملامحها بعطايا الريق الساخن المضطرب. وربما تقطيعها ورمي اوصالها تتناثر في الغرفة. لتهدأ الاعصاب المستثارة، ويعود الانفعال الى نصابه، وتؤوب الاعصاب الى سويتها في منسوب الرضا بالواقع والتقبل لما هو حاصل، والتعقل والتفهم بان الاشياء لن تكون كما نريد، وعلينا ان نكون على قدر هائل من المرونة وبرؤوس طيعة تنخفض جيدا امام الريح وتوقي بواعثها. نتقبل علنا، ونرفض سرا. ونمارس تصرفات كاريكاتيرية تخفف من انزعاجنا من صورتنا العلنية. اذا كان الرفض السري يأتي احيانا في صورة مخففة من "الحش" الا انه في اوقات اخرى يأخذ صورة من التدمير والعنف والتخريب، كالذي نشاهده في دورات المياه او على الجدران من كتابات افشائية.. او التخريب في الممتلكات العامة والخاصة كل هذه تصرفات تعبر عن الرفض لكنه الرفض السري كبديل عن المواجهة والرفض العلني.. فمن المسؤول؟