عزيزي رئيس التحرير
بعد صمت طويل ودامس قرر الزعماء العرب تلبية نداء الرئيس المصري حسني مبارك بعقد قمة عاجلة خلال الايام القليلة القادمة.. ونقف هنا لنسأل: هل اكتشفنا فجأة خطورة الوضع والمأزق الذي يحيط بنا الآن فقط؟.. واذا نحينا الماضي جانبا منذ عام 1990م وحتى الآن ونظرنا الى بداية الازمة والتهديدات والاستعدادات الامريكية لغزو العراق تحت اي هدف: الاطاحة بصدام, الهيمنة على البترول, نزع اسلحة الدمار الوهمية.. الخ.. ألم نكتشف ان الامر اخطر بكثير الم نسمع عن اعادة التأهيل, ترتيب الاوضاع, القضاء على الارهاب, الديمقراطية.. الخ. مما قيل بوضوح شديد دون التواء من باول ورامسفيلد وغيرهما مما يمكن ان يصيبك بالاحباط والالم والهسلع خاصة اذا قدر لك ان تقرأ الصحف الامريكية والبريطانية الصهيونية التوجه والاهداف.
أبعد كل ذلك وكما يقولون في الرياضة (يلعبون في الوقت الضائع) ماذا سنفعل؟
لو اننا قمنا باستفتاء سريع في كل انحاء العالم العربي لوضع اجابة لهذا السؤال لجاءت النتيجة او الاجابة لا شيء.. ونكتشف لاول مرة ان العرب اتفقوا على هذه الاجابة وهم المختلفون في كل شيء.
ماذا ستفعل القمة التي تجيء في الوقت الحالي (الضائع) بعد ان اكتملت العدة العسكرية واخذ مندوبو وكالات الانباء اماكنهم وانتقلت الكاميرات والعدسات الى ساحة المنطقة, وتأهبت الـ (CNN) لتحرز سبقا يوازي سبق حرب الخليج الثانية وغادر ويغادر الرعايا الاجانب خاصة الامريكيين والبريطانيين المنطقة, وابتدأت العيون المزروعة للتجسس في سماء المنطقة في رصد كل شيء..
اقول ثانية لن تفعل القمة شيئا والامر لا يتعدى تبرئة ذمة امام الشعوب العربية.. تماما كالطالب الذي ظل بعيدا عن واجباته ودروسه طوال العام ويحاول في الاسبوع الاخير ان يعوض مافاته لينجح.. فيعمد الى تبرئة ذمته امام اهله بالسهر ومواصلة الجهد وهو يدرك وهم يدركون بلا جدوى ما يحدث؟
ان الشعب العربي الذي تراهن امريكا على وضعه فكريا وتعليميا (وفق ما تقول) على خطر العصر يراهن اهل القمة على عدم وعيه ووضعه خارج العصر.. ويبقى لدينا هنا سؤال ملح؟
هل ذهاب صدام حسين وتنحيته عن الحكم سيجنب المنطقة ويلات الحرب؟
ان سؤال مثل هذا قد تبدو الاجابة عنه واضحة وسهلة اذ سيقول الجميع نعم.. ولنقل معهم نعم.. بقي ان نعرف وماذا بعد ذلك؟
ارى ان هذا السؤال صعب وشديد الصعوبة ومربك وياليت يكون هناك سيناريو تقوم القمة العربية بوضعه وياليتنا نعرف بعض ماخفي حول مستقبل المنطقة بالحرب او بدون الحرب.
ورغم كرهنا الحرب وما ستحدثه من خراب ومصائب نقول ان المحصلة النهائية ربما تتقارب سواء بالحرب او بدونها.. وهنا نتمنى من الله ان يلهم قادة العرب ما يجنب المنطقة آثار الحرب والدمار وطالما ان النتيجة واحدة فلماذا الحرب؟
نحن كشعوب نعرف ان الموقف صعب وصعب جدا ولا نريد ان نحمل النفس اكثر مما تحمله فنقول ان ما يحدث الآن هو نتيجة وليس سببا.. نتيجة لرؤى عربية ممزقة وتهميش واضح للآخر في الداخل والخارج.
ندعو الله ان يوفق اهل القمة.. فتوفيقهم سيسعد العالم العربي من المحيط الى الخليج.
د. عبدالاله المحمود
الدمام
