عزيزي رئيس التحرير
في مجلس عام يضم مختلف الشرائح العمرية والفكرية والاجتماعية دخل بعضهم يجرجر اذياله متمنطقا باسلحة الحياة العصرية اللافتة للانظار والجالبة لصاحبها مزيد اهتمام انبرى صاحبنا (المهم) في السلام على الجلوس خشية الانكار عليه واعتقد ان لو كان الامر بيده لقبع في مكان لائق بحضرته! منتظرا ان يتسابق الجمع الى تحيته والتشرف بالسلام على سعادته! عموما اخذ يتبع الواحد الآخر في السلام حتى اضحى قبالة اخيه الكبير سنا وقدرا وعلما فما كان منه الا ان صافحه مصافحة غريب لاتحس فيها حميمية ابدا ثم ولى عنه الى الآخر، كنت في الواقع ارقب الموقف بدقة ولكن احسست بان وجه ذلك الاخ قد تسربل بالحزن والكآبة وحق له والله ذلك.
اما صاحبنا المتكبر فلم يكن لتكبره معنى في نظري الا كونه لما يزل في مقتبل العمر وقد تبوأ مكانة جيدة في احدى كبريات شركاتنا الخاصة فربما تكون نفسه الامارة بالسوء قد سولت له ان لابد من البروز الشكلي بما يتناسب مع! حجم المكانة الوظيفية!! ولما كان المجتمع يغلب على اهله البساطة والتواضع فما الحيلة اذن لجلب الانظار الا التحلي بمظهر مغاير وهل من وسيلة الى ذاك وسط مجتمع هذا وصف اهله الا اتخاذ الكبر رداء عياذ بالله!! فالى هذا المسكين اقول: على رسلك، فمهما تضخمت ذاتك حتى قاربت الانفجار فلن تعبأ بك الارض التي تقلك لانك في الواقع لا تمثل وزنا عليها يذكر!! ومهما ارتفعت ارينبة انفك كبرا وغرورا فلن تطال يا جاهل علو اصغر جبل! ايها المتكبر.. مهلا فرب الم بسيط تحتمله ادنى بهيمة لاتهدا نفسك من اطلاق عنان الزفرات والتأوهات الا بعد ان يزايلك! ورب كبوة على منخرك تزيح فيضا من كبر في جعيبة داخلك! ان كنت عالما فهناك بالتأكيد من هو اعلم منك، وان كنت تبوأت منصبا فهناك العشرات ممن هم اعلى منك رتبة، وان غرك الشباب ، فاعلم انه سيأتي يوم كئيب ترى فيه شمس النضارة غاربة.
ختاما: اعلم ايها المتكبر انك لا يمكن ان تعيش لوحدك دونما حوجة للآخرين، بينما الناس بمجموعهم يستطيعون الاستغناء عنك وعن خدماتك، لذا فينبغي ان تفهم انك مدين للمجتمع برمته في ديمومة اهميتك كونك عضوا في نسيجة العام لا اكثر ويوم ان يبز العضو النسيج ارتفاعا، فما ذاك بالتأكيد الا نتيجة ورم قد اصابه، فهو والحالة تلك بحاجة الى علاج شاف، لكن المصيبة ان يكون الورم سرطانيا عندها لن ينفع الا استئصال ذلك العضو وتخليص بقية النسيج من ويلاته.
ان افدت ايها المسكين من تلك الوصفة، والا فاعلم انك عن قريب سيؤول الامر بك الى قبر مضيق ستوضع فيه قسرا بعد ان رفضته طوعا.
د. ابراهيم عبدالرحمن الملحم