بالأمس عاد الحجيج إلى ديارهم سالمين بفضل من الله تعالى ومنة وكما ودعناهم والدمع يملأ مآقينا حزنا على فراقهم قبل أيام.. استقبلناهم بالأمس والدمع يملأ مآقيهم حزنا على فراق البلد الحرام والمشاعر المقدسة.. لم يكن من السهل عليهم وداع البلد الحبيب بعد أسبوع حافل بالذكر والنسك.. لم يكن من السهل عليهم فراق أحبة لهم في الله جمعهم بهم الشوق إلى الجنان وطاعة الرحمن.. فقد اجتمعوا على ذكر المولى عز وجل وتفرقوا عليه متضرعين إلى الحي القيوم أن يتقبل نسكهم ولا يردهم خائبين..
بالأمس عادوا...
وقد أبدلوا ثياب الإحرام البيضاء بعد أن تسلل بياضها إلى قلوبهم فصفت وأخلصت وانتشر في صحائفهم فخلت من الخطايا وعادوا كيوم ولدتهم أمهاتهم..
فهنيئا لهم.
نقطة توقف:
أورد شيخنا الجليل إمام مسجد الحي قصة نقلها عن أحد موظفي جمارك جده ذكر فيها أن سيدة مسنة في الثمانين من عمرها من جنوب شرق آسيا وصلت بالطائرة إلى مطار جده في موسم الحج قبل أربع سنوات ثم خرت ساجدة شكرا لله على أرض المطار ظنا منها أنها قد وصلت إلى البلد الحبيب مكة المكرمة ولكنها لم تتحرك بعد ذلك.
نعم.. لقد سلمت الروح إلى ربها وهي بثياب الإحرام ساجدة لله تعالى وعند سؤال القادمين معها من قرابتها ذكروا بأنها بدأت تدخر المال لتأدية فريضة الحج منذ ثلاثين عاما حتى أكتمل لديها المبلغ فقدمت والشوق يحدوها للقاء البلد الحرام وكان ما كان...
لن أضيف شيئا بعد ذلك وسأترك التعليق للقارئ الكريم.