يتسامى المسلمون بالأعياد ويحققون فيها البعد الروحي العميق، وإظهار الفرح في العيد وارد، وإسعاد النفس بما لا يخالف الشرع مطلوب، ولكننا مسلمون وجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ..من الطبيعي جداً أن لا نشعر بالسرور في عيدنا هذا مادامت أيدي الصهاينة حرة طليقة في استعمال كل الوسائل المتاحة لها من دبابات وطائرات وصواريخ، حرة في اختيار الأهداف ولو كانت أحياء سكنية ولو كان الضحايا أطفالاً، والجرحى شيوخاً ونساء بالمئات بل بالآلاف بالطبع لن نشعر بفرحة العيد والشعب البطل المناضل تستباح حرماته وأمنه، اعتقالات، ونفي، وتشريد، واغتيالات، واعتقال زوجات الشهداء وتعذيبهن، وقهر وإذلال وهدم وحصار وتجريف أراض زراعية، وشل الاقتصاد الفلسطيني تماماً، وإطلاق آلة الحرب لابتداع انواع المجازر والتعذيب والجرائم المنظمة ضد شعب أعزل سلاحه إيمانه بقضيته واسترداد حقه السليب، ولكن برغم حزننا نفخر بصمود هذا الشعب بمختلف فئاته تجاه الغرور والتنكيل الصهيوني الظالم ونعتز بالشهيد الذي رأى في موته حياة أفضل لوطنه وذويه.. وهذا جزء من ضريبة الحرية والاستقلال قدمها في طبق من نور ليكافئه الله بالحياة الدائمة في جنة الخلد وملك لا يفنى إن شاء الله.. ونبارك الانتفاضة ودورها الأسطوري للنصر القريب بإذن الله.. وهزيمة الصهاينة حتمية وواقع لا محالة نأمل أن لا نكتفي بالمشاركة الوجدانية فحسب بل علينا كمسلمين المزيد من الدعم للانتفاضة، وحمايتها، ودعم صمود مقاتليها ومجاهديها بعد أن أحيت روح الجهاد ضد الغرور الإسرائيلي الذي بات يهدد المنطقة العربية بأسرها، الحزن سينتهي عندما يوضع حد للطغيان الإسرائيلي، وعندما يتخذ المسلمون موقفاً موحداً ضد الطغيان.. سلاح المسلمين أقوى لأنه سلاح العقيدة والايمان، سلاح الوحدة الإسلامية الذي يتجلى في الشعائر الدينية في مناسك الحج في صلاة العيدين، سلاح الإئتلاف وعدم الاختلاف، سلاح الوحدة الإسلامية وسلاح أعداء الإسلام، سلاح التفرقة، لأنهم أضعف من أن ينتصروا على المسلمين مجتمعين. أسلافنا حاربوا وانتصروا وهم قلة بهذا السلاح وخلفهم إن شاء الله سينتصرون بهذا السلاح أيضا. وأعيادنا القادمة ستثبت ما أقول وستزداد بهجة عندما يظفر الفلسطينيون بكافة حقوقهم غير منقوصة، وبإقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشريف وليس ذلك على الله بعزيز .
أنيسة الشريف مكي