(سنقوم بالحرق والقتل وإبعاد الابن عن أبيه والأب عن ابنه والأخ عن أخيه, وسوف نغدر, ونفتك ونعذب ونستبيح.. من أجل سيادة أفكارنا. من أجل انتصار مبادئنا).
هل كان دوستويفسكي في القرن التاسع عشر, ينظر الى إدارة البيت الأبيض في القرن الحادي والعشرين؟ أليس منطق البطل, هناك, في رواية دوستويفسكي (الشياطين) هو نفس منطق السيد هنا في البيت الأبيض؟
بلى, انه هو نفسه.
نحن جميعا نعرف ان الكلام عن طغيان أمريكا على العالم كله, وعدوانها على قيم الحضارات العريقة في التاريخ.. نعلم انه أصبح أشبه بمن يرجم الهواء بحجارة في يده.. لقد أصبح الكلام عن ذلك معادا ومملا, بل مثيرا للسخرية. لذلك سألجأ الى ما يلي:
أين مخالبك؟
بعض الأساطير الصغيرة أبلغ تعبيرا عن الواقع من الواقع نفسه, او من سرده بصورة مباشرة. وهناك أساطير تغريك بأن تكررها أو يدفعك بريقها الى الكتابة حولها وعنها بدون ملل.
عقد مؤتمر حاشد بين الأسود وبين الأرانب حول تقاسم الحياة وسيادة القانون في العيش المشترك, بسلام عادل وشامل. فاختلف الفريقان حول أمور عديدة, واستمر الجدل مستعرا, وهناك أدرك الضجر رئيس الأسود, فالتفت مغضبا الى الأرانب قائلا: أين مخالبك؟
يقول ابن المقفع عن كتاب كليلة ودمنة: (من قرأ هذا الكتاب, ولم يفهم مافيه, ولم يعلم غرضه ظاهرا وباطنا.. لم ينتفع بما بدا له من خطه ونقشه).
ومن يقرأ اسطورة (أين مخالبك؟) ولا يرى انها هي الظاهرة التي اخترقت التاريخ في كل زمان ومكان.. فمعنى ذلك انه لم ينتفع بشىء.
انه عصر:
(القوة هي الحق)