DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د.عبدالمنعم محمد القو

د.عبدالمنعم محمد القو

د.عبدالمنعم محمد القو
أخبار متعلقة
 
ساد في الاعلام الغربي لعقود طويلة أن الأنظمة العربية ذات احادية القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري فبجرة قلم جر صدام حسين شعبه وجنده الى حرب ضد ايران والكويت سالت على اثرها الدماء وخربت البيوت ويتمت الاطفال ورملت النساء بدون مبرر منطقي سوى الاستجابة لمخططات الاستخبارات العسكرية ورموزها السياسية في الغرب. وهاهي الأيام تلف عليهم لتبرهن ان رئيس الولايات المتحدة الذي فاز في الانتخابات الرئاسية بفارق أصوات ضئيلة ضد مرشح الحزب الديموقراطي يريد ان يلعب نفس الدور الذي لعبه ذلك الزعيم في بغداد وحدها ليحقق له رصيدا من حب الذات بغض النظر عن الرغبات الشعبية للجماهير في امريكا نفسها والعالمين الشرقي والغربي. اننا في هذه الأيام نعيش ظاهرة اجتماعية لم يسبق لها مثيل تحتاج من المتخصصين في الدراسات الاجتماعية السياسية ان يصيغوا على اثرها نظريات جديدة تدرس في اروقة الجامعات بمفاهيم مختلفة عما كان من قبل فها هو العديد من الولايات الامريكية ولندن وأدنبرة وباريس وروما وسيدني وطوكيو وبرلين وغيرها من العواصم العالمية قد اشعلت انتفاضة جديدة بعد شهر ونصف الشهر من بدايات السنة الميلادية الجديدة 2003 ليس حبا في النظام العراقي وانما تعبيرا من الشعوب في الشرق والغرب تجاه مخاطر الحرب في منطقة لم تفتأ ان عانت من ويلاتها بلا غايات صادقة. ان الشعوب الغربية التي انتخبت رئيس وزراء بريطانيا واستراليا وامريكا ارادت ان تسمع حنجرتها الى ان الشعوب المسيحية بجميع طوائفها وتعدد افكارها وايدلوجياتها لاتريد ان يتخذ قادتها السياسيون في الفترة الحالية قرارات مصيرية تودي بحياة ابنائهم من العسكر في منطقة الخليج والبحر الابيض المتوسط الى حفر ومستشفيات وفي المقام نفسه تجرهم الى وتيرة عنف وبغض مع الشعوب في العالمين العربي والاسلامي ليسوا طرفا فيه. ان المظاهرات التي طافت الشوارع في الشرق والغرب ضد الحرب في منطقة الخليج العربي قد اوجدت مع تقرير الدكتور بليكس أزمة سياسية لا يحسد عليها كل من بلير وبوش, وهي درس لهما ولغيرهما تبرهن ان صوت الشعوب مهما طال الزمن لابد ان يصل ويحسب له مليونا حساب. كما ان اللافت للنظر ان عواصم العالم العربي كما هي العادة قد خلدت الى سيمفونيات المهرجانات السياحية والتنزيلات الموسمية والجو الربيعي والتطعيس والتخييم والبحث وراء حيوانات وطيور برية هنا وهناك ونسيت او تكاد تتناسى ان ويلات الحرب المحتملة سوف تنال كل بيت بتأثيراتها البيئية المدمرة والمناظر البشعة المقززة على وسائل الاعلام والجروح والمآسي لشعب عربي مغلوب على امره ليس له اي خيار سوى السمع والطاعة. ومن هنا ومن منبرنا الاعلامي في (اليوم) نعرب عن تضامننا التام مع الثلاثة ملايين ايطالي والمليونين من الانجليز والستمائة الف الماني وغيرهم ان هناك اقلام ألسنة عربية تعرب عن اعتزازها بالوقفة الانسانية لكم رغم الجو الشتوي القارص في الشوارع التي سرتم عليها وان الشراكة في الانسانية والاحاسيس بالآلآم والجروح التي عبرتم عنها محل تقدير الأمتين العربية والاسلامية تعطي دروسا للمتضامنين ان الناس هنا وهناك فيهم خصائص مشتركة من الطيبة والرحمة والمشاعر والاحاسيس الصادقة التي يعبرون عنها في كل محفل متى ما استدعى الامر ذلك. وان ضمائر بعض قادتها تحتاج الى صفعات متعاقبة لتعيدهم الى رشدهم قبل ان يدخلوهم في متاهات الارهاب ونتيجة العنف المضاد.