DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

التعايش وتبادل المصالح بديلا عن الحرب والهيمنة

التعايش وتبادل المصالح بديلا عن الحرب والهيمنة

التعايش وتبادل المصالح بديلا عن الحرب والهيمنة
أخبار متعلقة
 
عزيزي رئيس التحرير الخلافات والصراعات كانت وما تزال وستبقى تدور بين يني البشر صراعات داخلية أهلية أو إقليمية وأخرى اممية بدأت منذ بداية الوجود البشري ولا تنتهي إلا بإرادة الله تعالى وقد تتعدد وتختلف الأسباب تبعا للزمان والمكان إلا أن من أهم الأسباب هي الحوزة والملكية المادية والاستحواذ على أكبر قدر من الأصول الحياتية الأساسية والترفيه منها ولم تكن الصورة الفكرية العقائدية تظهر في ساحة الصراعات حتى ظهور الديانات والرسالات السماوية وطبعا كانت تدور تلك الحروب في المناطق المأهولة من الأرض أي في آسيا وأوروبا وأفريقيا فلم تكن هناك ضوابط أو أخلاقيات تتحكم في سير وإدارة تلك الصراعات بل كانت الغلبة للأقوى. وبالعودة إلى عنوان الموضوع فإن هذه الصراعات وبالأخص بين الأمم الأوروبية كانت تتركز على السيطرة على أكبر قدر من الملكية فيما بينها بل واتجهت إلى الشرق والجنوب بعد أن تحقق لها عنصر القوة والغلبة للسيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي والأقاليم والحصول على الموارد والمواد الأولية التي كانت تفتقر إليها لإدامة عجلة التقدم التقني ومدد القوة الذي يساعدها في بسط نفوذها وبذلك ظهر الاستعمار ونشأة المستعمرات إلا ان دخول العالم الجديد إلى حلبة الصراع المتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية ولاختلال في توازن القوى المنفردة أدى إلى تأسيس كتل وتجمعات سياسية وعسكرية بين الأمم ذات السطوة تمثل تحديدا في الكتلة الشرقية الشيوعية فتجمعت بحلف وارسو وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي وأخرى غربية بتشكيلة حلف شمال الأطلسي النيتو بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية وعلى الرغم من النظريات الفكرية التي فسر كل تجمع أسباب وجوده إلا أن جوهر الصراع والتنافس ظل بحقيقة الأمر صراعا على الملكية ولكن انتقل التوجيه لهذه الصراعات من الأيدي الاقطاعية إلى الأيدي التكنوقراطية ولطاما سقطت القيم الأخلاقية وحقوق الإنسان التي وردت في مفاهيمهم الفكرية طوال فترة الصراع. وبالعودة إلى الوراء وبالتحديد عند بزوغ نور الإسلام على جزيرة العرب دخل إلى ماهية الصراع الهدف الفكري والعقائدي وكون الإسلام دينا شموليا وأنه خاتمة للأديان وأن مرتكز وأساس الدين هو التوحيد والدعوة الأمر الذي اضطر معه المسلمون للخوض في حروب وغزوات في عصر الرسالة الأول وفي نظرة متفحصة لتلك الحروب التي صاحبت الفتوحات في تلك الفترة تلاحظ الحقائق التالية: أولها أن المسلمين كانوا يدافعون عن حقهم في الدعوة والتبليغ وهي دعوة سلام لولا أن يحال دونهم ذلك فلم يكن المسلمون البادئين بالحروب طوال تلك الفترة ثانيا: ان المسلمين في حروبهم كانوا في موضع قلة في العدد والعدة فميزان القوى كان لصالح الأطراف الأخرى فلم يكن بأيديهم ما يمكن أن يسمى باضطهاد القوة والغطرسة ثالثا: لم يتم سلب وتحويل خيرات الأمصار المفتوحة إلى مركز الدولة الإسلامية بل طورت ونمت في مكانها فكان دخول الإسلام مدعاة لدخول الخير والعدل أين ما حل فلم يرافقه اضطهاد أو إكراه في الانتماء له بل ترك ذلك لحرية اختيار الإنسان بعد إتمام الدعوة والتبليغ التي كلف بها المسلمون رابعا: الفتوحات الإسلامية لم يكن دافعها اقتصادي أو رغبة في الاستحواذ والتملك بل كان لأسباب تكليفية بنشر رسالة الإسلام بصفته دينا للناس كافة لذلك ألغى الحدود بكافة أشكالها الجغرافية والقومية أو العرقية وأخذ المسلمون نصيبهم من الصراع الأزلي وكان أشده مع الغرب المسيحي وكان على مراحل ابتداء من فتوحات بلاد الشام وشمال أفريقيا ومن ثم دخول المسلمين إلى الأندلس ومرورا بالحملة الصليبية وحتى وصول جيوش الدولة العثمانية حدود فيينا وانتهاء بالتاريخ الحديث أي بعد الحرب العالمية الأولى. وكما أن الصراعات بداية فإن لها نهاية لتعود وتنطلق بصور واتجاهات وأولويات جديدة وأن لطبيعة الصراعات أثر في استمرارها أو اضمحلال بعض عناصرها لذلك فإننا نرى أن الصراع بين الكتلتين الشرقية والشيوعية والغربية الرأسمالية قد انتهت وبصورة سريعة تجاوزت كل التصورات وذلك لسبب أن الصراع كان قائما كما أسلفنا على أسس مادية بحتة أكثر ما تخص طريق توزيع وتداول رأس المال حيث أن التركيبة الاجتماعية والقيم والمفاهيم الفكرية كانت متشابهة فما أن سقطت المنظومة الشيوعية حتى بدأ التقارب والتطبيع يأخذ خطى متسارعة وكان ذلك واضحا في توسيع رقعة حلف شمال الأطلسي وفتح أبواب الاتحاد الأوروبي لانضمام دول جديدة إليه بل كان هناك تنازل عن بعض المعطيات المادية لأجل إتمام ذلك الاندماج كما حصل في توحيد شطري الجمهورية الألمانية بل وكان أقبح وأشد إظهارا للحقد الدفين حينما توجه الحلف الشمالي الجديد بهجمته نحوالمسلمين واعتبار أن المواجهة الجديدة بزعمهم مع الخطر الأخضر حسب ما يوصف به الإسلام وسمعناه من الكثير من أصحاب القرار في العالم الغربي. ومما سبق يتضح أن جوهر الخلاف يتمحور حول معنى وتركيبة الحياة بكل شموليتها حيث أن هناك اختلافا كبيرا بين الإنسان المسلم والإنسان المسيحي في الغرب في تناول الحياة بأولوياتها وحدودها وقواعدها وأهدافها وسبل تحقيق تلك الأهداف فالخلاف هنا ليس حسيا ماديا فقط بل هو فكري ووجداني متأصل بالروح والثوابت الإيمانية لكل طرف فلا يمكن تصور أن ما حدث من اندماج جوهري بين المجتمعين في كل من الكتلتين الشرقية والغربية ممكن أن يتكرر مع المجتمع المسلم لا الآن ولا في أي وقت لاحق ومهما حاولت دول الغرب من ترغيب وترهيب أو من خلال إبراز العضلات أو من خلال منظمات كمنظمة التجارة العالمية وفرض سياسة العولمة بمفاهيمهم الخاصة لكن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يحدث هو التعايش وتبادل المصالح المعيشية كلا ضمن تشريعاته وحدوده السياسية والجغرافية في جو من السلم واحترام الخصوصية وعدم التدخل في الشئون الداخلية لكل طرف وهذا مضمون من جهة المسلمين بموجب التعاليم الإسلامية فهل نضمن نفس الشيء من الجهة المقابلة. عبد الله إبراهيم الزهير الظهران