بدأت تتحرك عجلة الاعمال والمواصلات بعد انتهاء العاصفة الثلجية التي هبت على السواحل الشرقية للولايات المتحدة من فيرجينيا إلى ماين والتي خلّفت ثلوجا بلغ ارتفاعها 65 سنتيمترا. كما أدت هذه العاصفة إلى مصرع 37 شخصا. وعندما بدأ الناس يتحركون ليقودوا سياراتهم للذهاب إلى أعمالهم وللتجول صباح الثلاثاء لقي عدة أشخاص حتفهم عندما تصاعدت أدخنة من السيارات بسبب انسداد مواسير العادم بالثلوج مما أدى إلى تسمم بعض ركاب السيارات من استنشاق ثاني أوكسيد الكربون. وقد هبت العاصفة الثلجية يومي الاحد والاثنين وأدت إلى تساقط الثلوج على ثلثي الساحل الشرقي وهطول أمطار غزيرة على الولايات الجنوبية الشرقية. وكان الاثنين يوم عطلة رسمية مما أدى إلى تسهيل حركة المرور إلى حد ما. وفي بوسطون، بلغ ارتفاع الثلوج 9ر69 سنتيمتر طبقا للارقام المحلية. واضطرت عدة شركات للنقل الجوي إلى إلغاء آلاف الرحلات واختلت خدمة قطارات الركاب والبضائع. وليس من المتوقع أن يصل ركاب الرحلات الجوية إلى وجهاتهم إلا بعد كثير من الوقت0ولا يزال التشغيل دون المعدل العادي بكثير في مطارات كبرى تشمل مطار لوجان الدولي ومطار بالتيمور-واشنطن الدولي . وظلت مكاتب الحكومة الفيدرالية في واشنطن مغلقة حتى الثلاثاء ما عدا بالنسبة للموظفين الاساسيين ولم تتمكن معظم المدارس والجامعات في المنطقة من فتح أبوابها. وأعلنت حالات الطوارىء في فيرجينيا وواشنطن وميريلاند وبنسيلفانيا وديلاوير ونيوجيرسي ونيويورك. وسمح إعلان حالة الطوارئ لحكام الولايات باستدعاء الحرس الوطني وطلب مساعدة الحكومة الفيدرالية في جرف الثلوج. وتوقعت الارصاد الجوية طقسا دافئا في نهاية الاسبوع وتساقط الامطار في عطلة نهاية الاسبوع مما بعث على قلق المسئولين من احتمال تدفق سيول الجليد والثلوج التي تسد البالوعات ومواسير الصرف الصحي. كما تتعرض المباني ذات الاسقف المسطحة لخطر رشح المياه بل والانهيار عندما تبدأ كتل الثلوج في الذوبان. وقد بلغ ارتفاع الثلوج 64 مترا في ضواحي العاصمة في ميريلاند ، أي ما يقارب مستوى العاصفة الثلجية التاريخية التي هبت عام 1996 والتي خلفت أكثر الثلوج ارتفاعا في المدينة منذ عام1922. وتساقطت الثلوج بصورة مشابهة على فيلادلفيا ومدينة نيويورك. وحولت العاصفة أجزاء كثيرة من مانهاتن إلى ساحة ترفيه بالنسبة للمتزلجين على الجليد وبخاصة في المنتزه الرئيسي. وقد أكد مايكل بلومبيرج عمدة نيويورك أن معظم شوارع المدينة التي تصل إلى آلاف الكيلومترات تم جرفها مرة واحدة على الاقل . وتم إغلاق عدة مبان حول مقر الامم المتحدة بسبب تساقط مخلفات من عمارة شاهقة قريبة من المقر نتيجة الثلوج. وأفادت الانباء الواردة أن ارتفاع الثلوج بلغ 125 سنتيمترا في فيرجينيا الغربية وغربي ميريلاند وجنوبي بنسيلفانيا فغطت بعض الوديان وعزلت المناطق الريفية والسكان ربما لعدة أيام.