اللغة العربية لغة جميلة واسعة، ولم ولن تعجز أن تعيش في هذا العصر رغم المنادين للهجات الشعبية المتنوعة في العالم العربي والحال هذه ليس قاصرة على العربية فقط، بل هي موجودة في الإنجليزية، فهناك فصحى وهناك عامية. ومع صرخات أهل اللغة الفصيحة وخوفهم غير المبرر من العامية، خاصة أن بعض علماء اللغة يرى أن اللهجات العربية، أو على الأقل البعض منها عربي فصيح، وبعضهم إلى تطور الدلالات والاستخدامات في الكلمة الواحدة فمثلاًُ كلمة ( حميم) تعني الماء الحار المغلي قال تعالى (فسقوا ماء حميماً فقطع أمعاءهم) ولكنها جاءت في بعض كلام العرب على معنى الماء البارد مثل قول الشاعر:
فراق لي الشراب وكنت قبلاً أكاد أغص في الماء الحميم
أضف إلى ذلك أن مجمع اللغة العربية صار يضيف بعض الكلمات العامية إلى معجمه، بحكم تغير الدلالة وتطور اللهجات، ودخول الأجهزة الحديثة التي تحتاج إلى مبادرة تسميات حديثة... في ظل الكلام السابق نجد أن الشعر الشعبي صار يحقق انتصارات ومكتسبات على حساب الشعر الموزون المقفى وصارت مجلات الشعر الشعبي تملأ الأرفف في المكتبات، زاد من هذه النجاحات وصول هذه الأشعار إلى آذان الناس عن طريق المغنين والمغنيات!
عبد المنعم الحسين