لابد من التقدير والعرفان لاشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي حيث سيبدأ وصول قوات درع الجزيرة الى الكويت بهدف مساعدتنا في هذه الظروف الدقيقة. وهذه الخطوة هي دليل اكيد على ان هناك موقفا خليجيا موحدا, وان دول الخليج قد قطعت شوطا كبيرا في عملها المشترك.
وصول ابناء دول مجلس التعاون ليقفوا الى جانب اشقائهم ابناء الكويت هو دليل على ان الموقف الرسمي لدول مجلس التعاون الست هو موقف مبدئي ومحسوم, وان بعض الحملات الاعلامية واثارة القنوات الفضائية ومحاولة استخدام بعض هذا الاعلام للتشهير ببعضها هو امر لا يمثل حقيقة الموقف الرسمي لدول مجلس التعاون, وان محاولة البعض تصفية حسابات عربية واقليمية على حسابنا ومن خلال مؤسساتنا الاعلامية, رغم مرارتها على نفوسنا جميعا, قد فشلت بشكل مريع في احداث شرخ بين شعوب ابناء مجلس التعاون.
لابد من ان نرحب بقدوم اشقائنا الخليجيين وان نفتخر بهم, فقد كانت دول الخليج وشعوبه خط الدفاع الاول في تحرير الكويت, وكانت بيوت ابناء مجلس التعاون وقلوبهم مفتوحة لابناء الكويت اثناء محنتهم, واستمر هذا الموقف ومازال وكانت دعوة ابناء مجلس التعاون للدفاع عن الكويت وحماية ارضها هي آخر مظهر من مظاهر الموقف المشترك بين ابناء مجلس التعاون الخليجي.
وصول قوات درع الجزيرة الى الكويت يعطي لمجلس التعاون احتراما ولعمله جدية امام الشعوب, فلا خير في تجمع اقليمي يتفرج حين يحتاج احد اعضائه الى المساعدة, ولا خير في اتفاقات دفاعية تكتب على الورق ثم يأكلها النسيان, والقضية ليست حجم هذه القوات ولا طبيعة تسليحها, ولكن القضية الاكبر هي مبدأ التضامن ودفاع بعضنا عن بعض وعدم التردد في اتخاذ القرار حين يحين الجد ونحتاج الى موقف مشترك, ولاشك في ان السلبية التي يتعامل بها الناس مع العمل العربي المشترك نابعة من غياب الجدية, والاكتفاء بالخطب الرنانة والكلام المعسول, ولقد كانت لدينا في عام 1990 واثناء احتلال العراق للكويت اتفاقية دفاع عربي مشترك تنص بصراحة على ضرورة تجييش الجيوش ضد المعتدي, ولكننا فشلنا في تنفيذها وحتى مناقشتها, ومن هنا فان وصول اشقائنا من ابناء دول مجلس التعاون هو محل تقدير واحترام من ابناء شعبنا لاهلهم واشقائهم.
القبس الكويتية
د. أحمد الربعي