قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) .
هذه الآية صريحة بأن الله أكمل دينه للأمة فلا يحتاجون في جميع شؤون حياتهم إلى غيره. وقد رضي الله لعباده الكامل الوافي الذي يغنيهم عما سواه.
لذلك أشتد حسد اليهود عندما سمعوا هذه الآية.
فقال قائل منهم: لو أنها نزلت علينا لاتخذنا ذلك اليوم عيداً .
فقد قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه: انى لاعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عشية عرفة في يوم الجمعة وكلاهما علينا عيد. قال تعالى (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) إذا الكمال لشريعة الإسلام كما أنها عامة لجميع المكلفين من الانس والجن وهي وافية بجميع حاجاتهم وما يكفل لهم السعادة في الدنيا والآخرة.
حيث ان شريعة الإسلام ناقشت كافة الجوانب التي تهم الفرد في حياته وبعد مماته فلم يطرق شريعة على الأرض مثل شريعة الإسلام وأكمل .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض) .
فقد بينت الشريعة صلة العبد بربه وما يربطه به وبينت أركان الدين الأساسية وواجباته الضرورية من الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد ....
ولذلك بينت ما يجب أن يكون عليه العبد من النظافة والجمال وحسن الهيئة والمظهر أمام الآخرين وصلة الفرد بالفرد على أساس التآخي والتراحم والتعاطف وحسن الخلق فيما بين فئات البشر جميعا وبين شرائح المجتمع .
كما أن شريعة الإسلام حرمت الظلم وأوجبت العدل والمساواة بين جميع الأفراد ولا فرق بين العربي والعجمي إلا بالتقوى.
قال تعالى:( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) .
كما أن شريعة الإسلام تحرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير حق. كما أنها حرمت الربا وأكل أموال الناس بالباطل وحرمت السرقة والقتل. وحرمت الزنا والسفاح ودواعيه وشرعت ما يوافق الفطرة من النكاح وتنظيمه وتعدد الزوجات مع العدل والقدرة ونادت بكل فضيلة وأمرت بالإنفاق في سبيل الله وشرعت الطلاق عند الحاجة إلية وجعلته منظما يكفل المصلحة للرجل والمرأة.
كما أنها اعتنت بالمرأة عناية كاملة عادلة لم تحلم المرأة قبل مجيء الإسلام بمثل ما أعطاه إياها الإسلام من الكرامة والعزة والحقوق على أساس قوله تعالى(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) .
كما بينت نظام الحرب والسلم نظاما وافياً لا يحتاج المسلمون معه إلى غيره قال تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ) .
كما أنها بينت الآداب والأخلاق الفاضلة فيما يتعلق بالأكل والشرب واللباس والنوم والمشي والقعود والدخول والخروج حتى آداب قضاء الحاجة ودخول الحمام والخروج منه وآداب الجماع وغيره. إن شريعة الإسلام لم تترك صغيرة ولا كبيرة مما يحتاج الإنسان إلى فعله أو تركه إلا بينته بياناً شافياً . وشريعة الإسلام حقيقة واقعة لا ينكرها إلا مكابر معاند ولا غرابة في ذلك وهي وافية بجميع متطلبات كل زمان ومكان لانها خاتمة الشرائع الإلهية الجامعة لمحاسنها .