المشكلة:
اخي الدكتور فهد واسمح لي ان اقول لك (اخي) لانك بالعقل كذلك منذ ان بدأت التعرف على كلماتك الرقيقة وصدقك ومساهماتك التي اشعرتني فعلا بانني بحاجة لاخ اكثر منه دكتور وبشهادة الجميع ممن يداومون على قراءة هذه الصفحة ويحرصون عليها. دكتور فهد: لقد ترددت كثيرا جدا في عرض مشكلتي ليس عليك بل على اناس قبلك لانني كنت اعتقد انها مشكلتي انا وحدي ولا احد سوف يهتم بي او يقف بجانبي خاصة انني اشعر بان مشكلتي عاطفية جدا وانا وحدي من بيدي القرار كي ارتاح واريح ولكن الطريقة التي تناقش بها قضاياك عبر هذه الزاوية اقنعتني بالكتابة لك.
د. فهد اسمح لي ان اكون متحفظة في كلامي وبالذات فيما يتعلق بتحديد ماهية الاشخاص الذي اساءوا الي ووظيفتهم لانهم اولا واخيرا اقرب الناس لي.
مشكلتي يا دكتور هي زوجي الذي تعرفت عليه وانا في المرحلة الجامعية فهو ذو مركز علمي واكاديمي واجتماعي مرموق ومتفقه في الدين لقد بهرت به منذ اول مرة سمعت صوته ومنذ اول مرة شاهدته كنت اعرف منذ البداية انه متزوج من امرأتين وان علاقته مع الثانية سيئة وانه سوف يطلقها وكنت اعرف ان له ابناء كبارا ومع ذلك ورغم ظروفي الاجتماعية الصعبة عارضت اهلي واصررت على ان اتزوجه حينما تقدم لي وطلب يدي للزواج لانه كان مثالا كبيرا بالنسبة لي.. انا الآن عمري 25 سنة تقريبا ومنذ ان تزوجته منذ عدة سنوات وانا اعيش في حالة نفسية سيئة اتعلم لم يا دكتور فهد؟ لانه بعد ان تزوجني قال لي انه لا يريدني ان انجب اطفالا. في البداية طبعا لم اعر الموضوع اهتماما ووافقت على امل ان يغير رأيه, ولكني بعد السنة الاولى تقريبا حملت لعدة اشهر فغضب مني لانني لم امتثل لاوامره وحاول بكل ما يستطيع ان يتخلص من الطفل وبالفعل احضر لي حبوبا وتم اسقاط الجنين وقال لي انه لا يريد اولادا بل يريدني انا فقط وانه يجب علي ان استمتع بحياتي لانني صغيرة ولا داعي لمشاكل الاطفال والاكثر من ذلك يا دكتور انه الآن ومنذ تلك التجربة وهو حريص جدا على عدم الانجاب ويتخذ كل الاحتياطات لمنع الحمل ولا يثق بي خشية ان احمل منه لدرجة انني لم اعد استمتع بشيء تماما وبدأت اعيش حالة نفسية سيئة. فانا من حقي ان احمل وان يكون لدي اطفال كغيري. اريد ان اكون اما كغيري فهل انا مخطئة يا دكتور في طلبي ومشاعري.
لا اخفيك يا دكتور فهد فانا الآن في حيرة من امري ولا استطيع ان اصبر لانه لم يعطني بصيصا من امل في انه سوف يدعني احمل وانجب كغيري واستمتع بعاطفة الامومة.
فهل اظل كذلك طوال عمري وانا متزوجة.. انني افكر في الانفصال منه لانه انسان اناني ضحك علي منذ البداية واستغل حبي له ولم يراع مشاعر الامومة لدى كل فتاة ولا يهمه الاطفال طالما لديه اطفال من غيري فما ذنبي انا.
المشكلة يا دكتور انني لم اتزوج سرا كي لا انجب له, فزواجي معلن والكل يعرفه ان علاقتي سيئة معه الآن فماذا افعل؟ فانا اريد من يقف بجانبي ولا اريد ان اتخذ قرارا اندم عليه طوال حياتي ارجوك ساعدني يا دكتور فهد ومهما كانت كلماتك قاسية سوف اتحملها لانها لن تكون اقسى مما اتحمله كل يوم من معاملته لي واهماله مشاعري وعدم ثقته بي وانا ارى الاطفال حولي في كل مكان وجزاك الله عني كل خير.
اختك (وفاء. ح .ل):
الرد
لا اعرف كيف اشكرك يا وفاء على مشاعرك الطيبة وان كنت اجد نفسي الآن في مأزق واقصد بذلك ان تكون كلمتي هي الفصل في قرارك النهائي المتعلق بعلاقتك مع زوجك لانني بحق لا اريد ان اكون سببا ولو غير مباشر في هدم هذه العلاقة الحلوة التي اتمنى ان تدوم بأكثر حلاوة بإذن الله.
اختي وفاء انني اتفق معك انه من اقسى اللحظات على الانسان ان يظل يحلم ويحلم وحينما يقترب تحقيق الحلم ويكون بين يديه وامام ناظريه يتبخر كل شيء فجأة وكأن كل شيء لم يكن!
كما اتفق معك ايضا انه من المؤلم على الانسان ان يرسم صورة جميلة لانسان احبه واخلص له وتفانى من اجله واذا به يفاجأ بأنه كان مغشوشا به كما هو الحال مع زوجك الذي حرمك من ابسط حقوقك الانسانية وجردك من اسمى العواطف الانسانية وهي عاطفة الامومة ولم يسمح لك حتى مجرد التفكير فيها من قريب او بعيد ترى كيف يمكن لشخص مهما كانت ولايته على شخص آخر ان يحرم هذا الشخص الآخر من حق فرضه الله عليه وطالبه به واوصاه به خيرا. ان معك الحق يا وفاء ان تحزني وتستاء حالاتك النفسية فموضوع كهذا ليس سهلا على فتاة مثلك في مقتبل العمر خاصة وهي سليمة ليس بها اي مرض. بودي ان اقول لك تحملي وتصبري ولكن الى متى؟ الى متى وهو يرفض حتى مجرد التفكير في الموضوع ويتخذ كل الاحتياطات اللازمة لمنع حدوث هذا الحمل في المستقبل ولا ادري لماذا يسمح لنفسه ان يكون لديه اولاد من غيرك ومنك انت لا فلو كان اخبرك قبل الزواج بهذا الموضوع واخذ رأيك وموافقتك لقلت لك تحملي لانك انت التي تريدين هذا ولكن المشكلة انه خدعك واستغل هذا الحب ليستمتع به شخصيا دون اعتبار لمشاعر واحاسيس الطرف الآخر الذي هو انت.
انا لا اريدك ان تستعجلي في قرار حاسم كهذا فالمسألة ليست سهلة ولكني اقول لك تريثي لبعض الوقت من اجل ان تقنعيه اكثر بحقك في الحمل وان تأخذي منه وعدا بذلك ولو بعد حين سنة مثلا او سنتين او ثلاث ان كان لا يريد حملا في السنوات القادمة ولكن لابد من ان يعدك بذلك كي تكون الامور واضحة حتى وان اضطر الامر الى التوجه الى المحكمة وإن شاء الله لا يحدث ذلك, لانه ليس له عذر في ذلك المهم الا تستسلمي وكرري المحاولات المرة تلوة الاخرى واذا وصلت الى قرارانه مصمم على رأيه فلن يلومك احد وسوف تكوني في حل من امرك.
المهم الا تستعجلي كما قلت وحاولي توسيط من ترينه اهلا للخير وتتوسمين فيه الصلاح فالموضوع يستحق كل ما يبذل من اجله واذا ما أصابك احباط او يأست تذكري كلمة (ماما) وهي وحدها كفيلة بان تعطيك طاقة وقوة اكبر المهم ان تشعري بان مشاعرك طبيعية جدا وان ما تفكرين به هو حق من حقوقك وتأكدي اكثر انك لست لوحدك فقط كوني اكثر قربا من الله واكثري الدعاء دون ملل او يأس وبإذن الله سوف لن تخذلي اما مسألة كونك متحفظة فانا اقدر ذلك وافهم المقصود واراعي الظروف المحيطة ولا بأس ان تكوني كذلك فهذا يدل على مدى حبك لزوجك واخلاصك له ورفضك لان يكون موضع نقد وهذه صفات تحسب لك وتدل على معدنك الاصيل وسمو اخلاقك.
وفقك الله وحقق مرادك واسمعك قريبا اجمل واروع كلمة (ماما).