هذا عنوان كتاب صدر حديثا عن دار الفكر بدمشق ضمن سلسلة كتب تحت عنوان واحد (حوارات القرن الجديد): وفي هذا الكتاب يشارك علمان من اعلام الثقافة العربية الأول الدكتور حسن حنفي الذي يعتبر مفكرا اسلاميا كبيرا من الشقيقة مصر: والدكتور صادق جلال العظم الذي يعتبر مفكرا معاصرا وفيلسوفا له اسهامات في الفكر العربي عموما.يحاول الدكتور حسن حنفي ان يبين وجهة نظر الاسلام متسائلا في البداية: لماذا لا تكون هناك عولمة من وجهة نظر اسلامية؟ ثم يستعرض تباين الاراء وتعددها في الموضوع ليقر بعدم وجود وجهة نظر واحدة انما وجهة النظر الاسلامية التي لاخلاف عليها هي رعاية المصالح التي يسهل معرفتها بالاحصاءات الدقيقة لمكونات الواقع والاحصائيات الكمية!. ومن هنا فانه ينظر الى العولمة ليس من منطلق كونها مسألة فقهية تختلف حولها الاراء بل هي مسألة صراع ومقاومة دفاعا عن الاستقلال ضد التبعية، كما يبحث حنفي في ضرورة دفاع الثقافة العربية ضد مخاطر العولمة، وذلك لايأتي عن طريق الانغلاق على الذات ورفض الاخر، انما يتأتى ذلك اولا باعادة بناء الموروث القديم المكون الرئيس للثقافة الوطنية بحيث تزال معوقاته وتستنفر عوامل تقدمه، وكلا العنصرين موجود في الثقافة ويتطلب الدفاع عن الهوية الثقافية ثانيا كسر حدة الانبهار بالغرب، ومقاومة قوة جذبه، كما يمكن التخفف من غلواء العولمة ثالثا عن طريق قدرة الانا على الابداع بالتفاعل مع ماضيها وحاضرها بين ثقافتها وثقافات العصر، ولكن ليس قبل عودة الثقة للانا ذاتها وليس قبل التحرر من الانبهار بالاخر كنقطة جذب لها واطار مرجعي لثقافتها، وهنا ستظهر مناهضة حنفي للعولمة لكن صادق جلال العظم المفكر الماركسي يؤيد العولمة باعتبارها روح العصر؟ ومسار التاريخ، وهكذا سيجد العظم ان هناك دولا لها مصالح حيوية حقيقية في العولمة وفي تبنيها كاستراتيجية السياسية: وفي نشرها وتثبيتها والدفاع عنها، وفي اذرتها في كل مكان على سطح الكرة الارضية، ويرى ان علاقة الدولة بالعولمة تتجلى بالصيرورات الثلاث الكبرى وهي: الاولى في الصياغة التدريجية والمتجددة والمتسارعة لنظام رأسمالي عولمي والثانية تتمثل بالمرافقة الملازمة في استكمال نشر الدولة الاقليمية الوطنية او القومية الحديثة، والصيرورة الثالثة تتمثل في انشاء المركز لمجموعة من المؤسسات والمنظمات والاجهزة والهيئات والروابط السوبردولتية الفوق دولية، وفي الاحوال جميعا هذا الحوار بين المفكرين يغني موضوع العولمة بوجهات نظر غنية.
