DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
ramadan-2025
ramadan-2025
ramadan-2025

إني أسأل: لماذا هذا السقوط؟

إني أسأل: لماذا هذا السقوط؟

إني أسأل: لماذا هذا السقوط؟
أخبار متعلقة
 
لماذا يتعثر العديد من المشروعات وتفلس الكثير من الشركات وتغلق أبوابها في غضون أعوام قليلة من افتتاحها، ويسدل الستار على جهود بذلت وأموال أنفقت بلا طائل او مردود مادي يعوض ما أنفق في هذه المشروعات؟ يرجع هذا في تقديري الى عدم اتباع منهج علمي مدروس في اختيار المشروع المناسب، فرأس المال وحده كأساس من أسس المشروعات إن لم يصحبه عقول علمية تخطط له وترشد استخدامه، وتحقق أقصى استفادة ممكنة منه باقل النفقات سرعان ما ينفق ويتبخر، وإذا لم تعد الدراسات السابقة والميدانية واستطلاعات الرأي للتحقق من جدوى المشروعات الاقتصادية والفوائد المتوقعة منها فان هذه الأموال سوف تضيع سدى ولن تحقق الأهداف المنشودة. وتعد الدراسات الميدانية Field Work Studies او ما يطلق عليها بلغة السوق دراسات الجدوى الاقتصادية من الاسس المهمة في انجاز المشروعات لما تمثله من اهمية في توضيح الصورة الحقيقية والواقعية لاحتياجات السكان او السوق في الميدان، ولقد قطعت دول الغرب شوطا كبيرا في مجال التنمية نتيجة لاهتمامها بتضمين دراساتها العلمية الاكاديمية نتائج الدراسات الميدانية واستطلاعات الرأي سواء في المشروعات الخدمية او الانتاجية الاقتصادية او المشروعات العامة. وعلى الرغم من اهمية الدراسة الميدانية أو الحقلية في الوصول الى الحقائق المجردة لبعض المشكلات او القضايا المطروحة التي تعاني منها الدول او المجتمعات، الا ان هذه الدراسة تقابل بالاهمال في العديد من دول العالم الثالث ولا تؤخذ على محمل الجد، وفي كثير من الاحيان تعرقل هذه الدراسات لاسباب بيروقراطية، ولهذا السبب يفشل الكثير من المشروعات التي ينفق عليها الملايين بعد مرور فترة قصيرة من افتتاحها، لان اقامة هذه المشروعات لم يتم بشكل علمي مدروس، ولم يتبع فيه اسلوب دراسة الجدوى الاقتصادية التي يتطلبها المشروع كما ينبغي، وحتى على المستوى الشخصي كثير من المشروعات الصغيرة تغلق بعد افتتاحها بفترة قصيرة لا تسمح بقطف ثمار المشروع او البدء في جني بعض الارباح او لعجزها عن تحقيق العائد الاقتصادي الذي يضمن لها الاستمرارية بسبب عدم الاهتمام بعمل دراسات مسبقة. ويمكن ملاحظة هذه الظاهرة في العديد من المدن ومنها مدينة الدمام، فلو لديك صورة لشارع من الشوارع الذي يكتظ بعدد من المحال التجارية منذ ثلاث سنوات كشارع 17 (الخزان) او شارع الامير محمد - على سبيل المثال وقمت بتصوير نفس الشارع صورة حديثة، فلن يمكن التعرف على هذا الشارع من تغير اسماء المحلات التجارية المستمر وتغير نشاطها وطبيعة مبيعاتها، وستظن انك في شارع آخر، او ربما في مدينة اخرى، فتغير الانشطة قد يصل الى اكثر من ثلاث مرات في العام، وهذا ان كان يدل على شيء فانما يدل على سوء اختيار النشاط لعدم دراسته الدراسة الكافية قبل البدء فيه، هذا بعكس الحال في المدن الغربية التي تتميز بثبات النشاط على مدار عشرات السنين ولا يتغير الا بالشكل الذي يسمح له بالتطوير او التعديل في نفس المجال ويفخرون بكتابة تاريخ التأسيس على واجهة المحلات للاشارة الى العراقة في مجال النشاط. واقامة أي مشروع من المشروعات ينبغي ان يخضع لدراسة مكثفة قبل البدء او الشروع في اختياره، ولا يختلف في هذا اقامة مصنع كبير يعمل به عشرات العمال عن متجر بسيط يعمل به عامل او اكثر، صحيح ان طبيعة هذه الدراسة المقدمة عن المشروع تختلف في جزئياتها من مشروع الى آخر تبعا للنوع والحجم، الا ان الدراسة المسبقة والواعية التي تتضمن بعض الموضوعات الاساسية عن حصر عدد السكان وكثافتهم وقدرتهم الشرائية ومستواهم المعيشي واذواق المستهلكين وموضع المنشأة من السوق واساليب التسويق وغيرها من الأبعاد ضرورية جدا لنجاح أي مشروع من المشروعات.. ولا يقف دور الدراسة الميدانية او المسبقة على مرحلة ما قبل اختيار المشروع بل ينبغي ان تتم هذه الدراسات على فترات منتظمة والمشروع قائم، وان يلاحظ دائما فترات الكساد او الركود ودراسة اسبابها اولا باول لتلافي اسباب سقوط وفشل المشروعات بعد فترة من العمل بعد إنفاق الاموال الطائلة على أجور العمال وتكاليف الانشاء ونفقات التشغيل والمواد الخام او المنتجات التي لا تجد لها فرصة للتسويق. وعلى الرغم من ان الكثير من الابحاث والدراسات التي تعد في حقل الجغرافيا والاجتماع والاقتصاد تعتمد بشكل اساسي على الدراسات الميدانية الا ان مجال الاستفادة الحقيقة والفعلية من هذه الدراسات يكاد يكون معدوما وخاصة في الدول المتخلفة والنامية وتضيع الجهود المبذولة في هذه الرسائل العلمية والدراسات البحثية بدون فائدة لغياب الجهات التي تقوم بتنفيذ وربط هذه الدراسات بحاجات المجتمعات وهو من الأمور التي يجب الالتفات اليها وتفعيل دورها وضرورة الاستفادة من طرح أي فكرة من الافكار التي تهدف الى الارتقاء بمستوى السكان والتخفيف من معاناتهم.