مصاب جلل هذا الذي أصابنا بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير الشاب أحمد بن سلمان. وكلنا ثقة بأن الوالد الذي ربى هذا الفارس الذي ترجل عن الحياة مخلفا وراءه جراحا غائرة في نفوس محبيه الذين بكوه بحرقة وألم سيتقبل هذا المصاب الجلل بروح ملؤها الإيمان والصبر والاحتساب.. نحن نعلم كم هو مؤلم يا صاحب السمو فقدك لأحمد ومن قبله فهد بن سلمان، ولكن هذه هي سنة الحياة، وكما يقول الله تعالى (لكل أجل كتاب) ولتعلم أيضا أن قلوب محبيك ومؤيديك تؤازرك وتدعو لك بالصبر كما تدعو للفقيد بالرحمة.
عندما يغيب الموت صديقا عزيزا على صاحبه فإنه يشعر بأنه فقد نصفه الآخر، وكذلك عندما يغيب الموت الابن يشعر الأب بأن حزام ظهره قد انقطع ذلك لأن فقدان الابن في حياة والده مؤلم وموجع ولكن قوة إيمان الأمير سلمان وصبره وتحمله للمصاب أكبر وأبلغ من أي مصاب يفقد فيه الأب ابنه، صاحب السجايا والخصال الحميدة، وصاحب الأيادي البيضاء الكريمة، يا صاحب السمو لم يمت ما دام أبناؤه على قيد الحياة، ومادامت أياديك وأياديهم وأيادي إخوته سوف تمتد لتصل إلى أولئك الفقراء الذين كانوا يرفلون بخير وعطاء وهبات المغفور له الأمير احمد بن سلمان فالصدقة الجارية هي التي ستجعل الأمير باقيا مخلدا في نفوس محبيه الذين سيدعون له بالحياة الأبدية في جنات الخلد ونعيمها السرمدي الذي لا يزول مع زوال الدنيا الفانية ومن عليها.
آخر الغيث
* غيب الدهر فهد ثم أحمد ابني سلمان.. ولكن سلمان صابرا.. والصبر من خصال الرجال الأقوياء. فصبرا جميلا يا سلمان فالمحن والمصائب العظام هي التي تصنع القادة والرجال العظماء الذين يشار إليهم بالبنان، ويخلدهم التاريخ بمداد من نور وضياء يمتد عنانه إلى عنان السماء.
* صبرا صبرا يا سلمان فأحمد ومن قبله فهد في جنة الخلد إن شاء الله ينعمان بنعيم الجنان وثواب الخالق.
* يعجبني الرجل الصابر الذي يستمد قوته من الإيمان بخالقه، ويواجه الصعاب بقوة وصلابة لا تلين حتى لو كان الفقيد فلذة كبده التي تمشي على الأرض. وإن بدا الحزن جليا على محياه.